حسنين . وسألتني إن كنت أحب أن أذهب معهما، قلت إني وعدت أخي بأن أتعشى معه. وضعت السماعة، ثم أخرجت كراستي من الحقيبة. ووضعتها على المائدة بجوار التليفون. جلست إليها وفتحت الكراسة. كتبت قليلا وشعرت بدفء جسمي، وفكرت في التلميذة التي التصقت بها ظهر أمس في الأوتوبيس، وتركتني مدة، وفجأة استدارت إلي متسائلة متى سأكف. بدأت أعبث بجسمي الساخن، ثم قمت إلى الحمام، وعدت فجلست أمام المائدة. دق جرس التليفون وقالت زوجة أخي إنها تدق لي منذ ساعتين، وقالت إنها تريد أن تزورني. قلت: الآن؟ قالت: أجل. قلت: ولكن كيف ستخرجين تحت المطر؟ قالت: حالما يتوقف. قلت: لا أعرف موعد عودة
رمزي
وسأبحث عنه وأتفق معه. اتصلت برمزي في مكتبه واتفقت معه، واتصلت
بسلوى
في منزلها وقلت لها إني لن أستطيع المرور عليها واتفقنا على اللقاء في الغد، وذهبت إلى المطبخ فوضعت كنكة القهوة على النار، وظللت أمامها حتى علت فورتها فصببتها في كوب حملته إلى الصالة ووضعته على المائدة. أغلقت الكراسة وأعدتها إلى الحقيبة الموضوعة بجوار الحائط، وأخذت الكوب وانطلقت إلى حجرة
رمزي ، وتقدمت من النافذة ووقفت أتأمل الفيلا البيضاء وأنا أرتشف قهوتي. كانت حدة المطر قد خفت. وضعت كوب القهوة على الأرض وأشعلت سيجارة، ثم تناولت الكوب من جديد وأفرغته حتى آخره، وابتلعت آخرته المرة في بطء، ثم أطفأت فيه السيجارة. لمحت سيارة تاكسي تتوقف أمام المنزل وتهبط منها زوجة أخي. مضيت إلى باب المسكن وفتحته لها. قالت وهي تدخل إن البواب لم يقف لها اليوم كعادته. قلت: ربما كان متعبا. ارتمت على الأريكة وجلست أنا على المقعد. قالت إنها أخذت إجازة اليوم لتذهب إلى مدرسة
نهاد
لكنها أجلت الزيارة لتراني، وقالت إن
نهاد
عادت من المدرسة أمس باكية لأن المدرس فضل عليها تلميذة أخرى؛ ولهذا قررت أن تذهب للقائه. سألتني إن كان بإمكاني أن أذهب معها في الغد. قلت: سنرى. قالت إن
Unknown page