إنه كف عن الكتابة منذ مدة؛ فلا أحد يريد أن ينشر له شيئا. عبرنا ميدان
التحرير
وانطلقنا فوق الكوبري إلى الجزيرة. لم يكن بصالة العرض أحد غير
كامل
نفسه جالسا أمام دفتر كبير أعد لتدون به ملاحظات الزائرين، وكانت لوحاته تغطي عدة جدران وكلها عن السد العالي، وبعضها كان اسكتشات صغيرة للنيل والآلات وهي تنتزع الصخر من الجبل، ولمبنى محطة الكهرباء الضخم. توقفت أمام لوحة كبيرة لم تكن بها غير خيوط ملونة كخصلة شعر هائلة تقترب من بعضها في أحد الأمكنة وتكاد تتلامس، ثم تتباعد فجأة وهي في حالة تموج وحركة طول الوقت. غادرنا المعرض أخيرا بعد أن كتبنا عدة كلمات في دفتر صاحبه. اتجهنا إلى الكوبري وكان رمزي يتحدث طول الوقت. وتوقفنا أمام أحد الأسدين اللذين يقومان على حراسة طرفي الكوبري. انحنى رمزي ليتأكد من أنه لا يوجد بين ساقي الأسد شيء. وواصلنا السير فوق الكوبري. كانت الشمس قد غابت. وعندما بلغنا الميدان قلت إني متعب وسأعود إلى منزل أخي. قال إن لديه موعدا في وسط البلد. افترقنا وسرت إلى محطة الأوتوبيس وركبت سيارة لم تمتلئ بعد، فاخترت مقعدا بجوار النافذة، ونزلت في محطتي. أخذت علبة سجائر من البقال، ثم اشتريت قطعة شوكولاتة لابنة أخي. عبرت الشارع إلى المنزل، وفتحت لي
نهاد
فأعطيتها الشوكولاتة. قالت إن بابا لم يعد بعد وإن ماما في المطبخ. مضيت إلى غرفتي فأضأت نورها وأقنعت
نهاد
بأن تتركني، ثم أغلقت الباب وجلست أمام المكتب. أخرجت المفتاح من جيبي وفتحت الدرج وأخذت كراستي. أمسكت بالقلم وجلست أتأمل الصفحة البيضاء دون أن أكتب شيئا. فتحت زوجة أخي الباب وقالت إن
إنصاف
Unknown page