بعد أن التهم بات أربع كعكات صغيرة وقطعة من كعكة كبيرة بسرعة وبراعة كلب رعي يلتهم قطعة مسلوبة من طعام شهي، سأل: «أيمكنني أن أذهب وآخذ صحيفة «كلاريون» الآن من بيلا؟»
قالت أمه: «إن كانت قد انتهت من مطالعتها.»
قال بات: «ستكون قد انتهت منها بعد هذه المدة الطويلة.» وأضاف: «إنها لا تقرأ سوى الأجزاء الصغيرة المتعلقة بالنجوم.» فتساءل جرانت، بينما كان بات يغلق الباب خلفه: «نجوم؟ نجوم السينما؟»
قالت لورا: «لا. التنجيم؛ كوكبة الدب الأكبر وما إلى ذلك.» «أوه. اليوم وفق ترتيبات نجوم الشعرى اليمانية، والنسر الواقع والعيوق.» «أجل. تقول إنه يتعين عليهم في جزيرة لويس أن يترقبوا التنبؤات بالأحداث المستقبلية. إنه أمر مريح وجيد أن تعرف المستقبل من الصحيفة كل يوم.» «ماذا يريد بات من صحيفة «كلاريون»؟» «قصة الرسوم الهزلية بالطبع. شيئان يسميان تولي وسنيب. لا أستطيع أن أتذكر إن كانا بطتين أم أرنبين.»
لذا كان على جرانت أن ينتظر حتى انتهى بات من تولي وسنيب، وبحلول ذلك الوقت كان كل من لورا وتومي قد انصرفا، الأولى إلى المطبخ والثاني إلى خارج البيت؛ وبهذا ترك جرانت وحيدا مع الطفلة الصامتة الجالسة على السجاد، التي تعيد دون توقف ترتيب كنوزها. وبطريقة رسمية أخذ من بات الصحيفة المطوية بدقة ، وبينما كان بات ينصرف فتحها جرانت بشغف مكبوح. كانت طبعة اسكتلندية، وبخلاف «المقالات الخفيفة» كانت الصحيفة تعج بأخبار تتسم بتركيز بالغ على الاهتمامات المحلية، لكن بدا أنها لم تكن تحتوي على أي شيء من الحادث الذي وقع في محطة القطار أمس. راح يتصفح الصحيفة، متنقلا وسط غابة من الأخبار غير المهمة، مثل كلب صيد يخترق أجمة سرخس، وأخيرا وجد مراده؛ فقرة صغيرة في نهاية أحد الأعمدة، بين حوادث الدراجات وأخبار المعمرين. كان نص العنوان المبهم «رجل يلقى حتفه في قطار». وتحت العنوان كان يوجد بيان موجز، نصه:
لدى وصول القطار السريع «فلاينج هايلاندر» إلى وجهته صباح أمس، وجد أن أحد الركاب، وهو شاب فرنسي يدعى شارل مارتن، كان قد وافته المنية أثناء الليل. من المسلم به أن الوفاة كانت ناجمة عن أسباب طبيعية، ولكن بما أن الوفاة حدثت في إنجلترا، فإن الجثة ستعود إلى لندن من أجل إجراء تحقيق.
قال جرانت بصوت عال: «فرنسي!» فرفعت بريدجيت ناظريها من على ألعابها لتنظر إليه.
فرنسي؟ لا بالتأكيد! لا بالتأكيد!
وجهه، أجل. ربما كان كذلك. وجهه يرجح ذلك جدا. لكن ليس ذاك الخط. ذاك الخط الإنجليزي الطفولي.
هل كانت الصحيفة لا تخص راكب المقصورة «بي 7» على الإطلاق؟
Unknown page