============================================================
بلى ذلك كلام يدل على ما نجده عند كبار الباحثين من شعور بعظمة الحقيقة وكبرها، بحيث لم ينلها كاملة أحد ؛ ومن شعور بقصر حياة الباحث، رغم اتساع المدة ولطف النظر وشدة العناية ، بحيث لا يحيط بالحقيقة أحد : وشعوبة بتضامن الباحثين فى الفلسفة فى الوصول إلى الحق فى أثناء بحتهم الدائم عنه ودأبهم فى جمع اليسير منه إلى اليسير، حتى يتكون من ثمرات جهودهم مع مرور الأعصار الشىء الجليل القدر ، وحتى تتكون لديهم أصخ فكرة عن الحق: ال وهو إذيحس بهذا النسب العالى الذى يربط بين طالبى الحق، يشعر الشور التام بواجب الشكر للمتقدمين ممن كشف شيئا من الحقيقة ، ولو كان يسيرا، وبما المتقدمين على المتأخرين من فضل وديسن وهو يستحسن فى هذا الباب ما أثرعن أرسطو من وجوب الشكر ، حتى لاباء من جاءوا بشىء من الحق، فضلا عن.
توجيهه للابناء .
وهو، بماعانى من التفسكير والدأب على طلب الحقيقة، قد تبين صدق امتفلسفين من غير العرب . حين قالوا إن جهود كل الناس تقصر عن الوفاء بكل .
ما يستاهله الحق من جهد ، حتى إن البعض لم يتل منه شيئا .
لح بعد هذا تقديرا لقيمة الحق وشرفه وحضا على وجوب استحسانه واقتنايه، مهما كان مصدره ؛ وهذه خاصة جميلة تتجلى عند الكندى وتعبر عن الحكة العالية التى تتضمنها عبارات مشهورة فاضت عن الروح العربية الاسلامية مثل : ه الحكة ضالة المؤمن ، " خذ الحكمة ولا يضرك من أى إناء خرجت ، * لا تعرف الحق بالرجال، إعرف الحق تعرف أهله" ، والتى تبين فى الوقت فسه مقدار وغية المرب، أول عهدهم بالأفكار الأجنبية عنهم ، فى الاتفاع بهذه الأنكار وضمها إلى ترانهم العقلى ، أيا كان نوعها أو مصدرها ، مادامت تقسيم سمة الحق ، لأنه لاشىء أولى بطالب الحق من الحق، كما يقول الكثدى نفسه: .
ثم يمضى المؤلف في بيان طريقته : هى تقوم على ذكر آراء القدماء الكاملة الصحيحة، على أحن وجه وأيسره، ثم إكمال مالم يقولوه وافيا بما أدي إليه : الجهد والبحث؛ وذلك دون توسع فى حل العقد الملتبة فى المساثآل العويصة .
Page 137