حمار! يا كلب السمع، يا بليد، قل: كيو، وليس يوكو.
يوكو.
اجلس يا حمار الوحش!
كان يخاطبهم باللغة العربية واللغة الإنجليزية، برطانته القبلية الخاصة، بما تعلمه من لغة ال «لالا» البغيضة إلى نفسه، بلغة العصا/اللسان.
صبرا يا كواكيرو صبرا، أتريدهم عصريين بشروطك الخاصة، متصلين بجذورهم وثقافاتهم، باقين بدغلهم، وهم يتعاملون بالإنترنت والإنترنت وندوز 2000، يصنعون الطائرات والسيارات، يداوون السرطان والجمرة الخبيثة، ينتقدون ما بعد العولمة وسياسة الاحتواء، يتحدثون عن الخطاب الروائي الحديث وتي إس إليوت، وأنا، هذا السلطان تيه، الطريق إلى ذلك، أعلمهم ما لا أعلم أنا نفسي؟ حسنا، استخدمت ضدي سلاحين: المرأة والحراب. وأبقيتني لتحقيق حلم الأطفال، حلم ساذج، حلم عجز عن تحقيقه أبناء القبيلة أنفسهم، حطمتني، حسنا.
أما أنا فسأقتلع أطفالك من جذورهم البائدة التي تحاول أنت إبقاءهم بها، حسنا، سأجعلهم مسلمين، وذلك من أجل شيئين: لأكتسب فيهم أجرا يدخلني الجنة، لأقتلك بالغيظ كمدا. •••
في اللحظة ذاتها التي حدد فيها سلطان تيه هدفا واضحا أن نصب نفسه رسولا استثنائيا لإدخال تلاميذ «بيت التعليم» الإسلام، بدأ يعمل بجدية وبروح جديدة مشرقة، أخذ يعامل الطلاب بخلق صوفي نبيل: لا يشتمهم، ولا يضربهم، ولا يلسنهم، وعندما بدأ يعشق عمله وسنيلا فقط بدأت رياح التغيير تهب؛ حضر «بابو» الغريب، «بابو» ابن نادية ابنة الكواكيرو الكبرى، حضر ذات عصر ممطر يقود وحده عربة جيب 99 ذات لون أحمر ساحر، أوقف العربة تحت شجرة جوغان ضخمة وأخذ يستعمل المنبه بصورة شاذة جعلت القرية كلها تهرع إليه، عندها نزل الأرض، يرتدي بدلة إسموكن بيجية، وربطة عنق بها ألوان كثيرة هادئة، وجهه ناعم، به رقة أنثوية تعلن عن نفسها، ذو أصابع لينة دافئة، كما لاحظ أهله ذلك من الدغليين ذوي الأكف الخشنة المتشققة، صافح كل القادمين، واحدا واحدا واحدا، يدا بيد.
عرف أسماء بعضهم، خاصة أصدقاءه من المحاربين، عرف الأسماء الأسرية للبعض الآخر وشبه البعض، بكى الناس فرحة بعودة الابن، وبكوا أيضا عندما سأل عن أمه.
إنها ذهبت لتلبية نداء الأسلاف ...
أخذه جده الكواكيرو إلى المنزل، وهنالك بكي كثيرا، وتحدث كثيرا.
Unknown page