من لا يعرف «جيهان»!
الناشطة النسائية الأشهر من نار على علم. ربما صادفتها يوما ما في ندوات الجمعيات النسوية، أو في معرض الكتاب، أو رأيت صورتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
ربما كان سر شهرتها هو أنها تحطم الصورة النمطية السائدة في ذهنك عن الناشطات النسويات؛ فهي لا تعبر عن فكرتها عن المساواة بالرجال بأن تبدو مثلهم، فلا تنفش شعرها كالمجاذيب، أو تشتمك ببذاءة كمعلمي ورش المنطقة الصناعية، أو تضحك بطريقة: هع هع هع!
ليست كذلك، فتاة جميلة هي، من النوع الرقيق المرهف الحس، أنت تعرف هذه النوعية من الفتيات ولا بد أنك قد قابلتها كثيرا. الفتاة المثقفة التي تتحدث بإفراط عن المساواة بين الجنسين، وحقوق المرأة، وتقرأ كثيرا للوجوست فلهلم، ونزار قباني، وأحلام مستغانمي. تعرف كذلك أنها من أسرة أرستقراطية فاحشة الثراء!
والدها نائب وزير شيء ما في الحكومة، وعضو في البرلمان، كما أنه رجل أعمال ناجح يملك عدة شركات في السودان وخارجه، والدتها فرنسية من أصل إسباني، وقد ورثت عنها جمال الجسد اللاتيني ولون البشرة ونعومة الشعر، لهذا يمكنك أن تفهم سبب كونها محط الأنظار في أي مكان تكون به. كتلة متحركة من الأنوثة والفتنة يصعب أن تخطئها عينك.
كانت جميلة إلى الحد الذي يبعث الرهبة في الواقع، لسبب ما يكون الرجال أكثر تهذيبا ولطفا وغباء مع الفتاة مفرطة الجمال. إن الجمال الصارخ غير مريح، لا بد من بعض العيوب هنا وهناك حتى نستطيع أن نتعامل على نحو طبيعي، أضف لذلك لسانها السليط وثقافتها العالية، ما جعلها كابوسا شنيعا لكل من يحاول التقرب منها.
بشكل عام لا يستريح الرجل للمرأة المثقفة التي يصعب خداعها؛ فهي تهدد شعوره بالتفوق، وكل ما غرسته فيه والدته.
تقدم لها مئات العرسان بالطبع، وقد ظلت ترفض كل من يطرق بابهم في إصرار، لماذا؟
نسيت أن أقول لك أن «جيهان» تكره الرجال كالجحيم، وككل الناشطات النسويات المتطرفات، فهي تؤمن أن الرجال مجرد صراصير ناطقة لا أكثر ولا أقل، طفرة جينية ضارة لا بد أن تصححها الطبيعة يوما ما.
تؤمن كذلك أنهم كاذبون، لزجون، منافقون، مدعون، مسطحون، أغبياء بالفطرة، وكل منهم يواري «الأبجيقة»
Unknown page