نص غير واضح ⋆
وزعفران وسقاه لمن به وجع، سكن وجعه بإذن الله».
الحروف - بحسب الكاتب - تنقسم إلى أربعة أنواع، الحروف النارية، والحروف المائية، والحروف الترابية، والحروف الهوائية، يتم استحضار الجن عن طريق تركيبات ثلاثية معينة للحروف النارية، وترديدها سبعين مرة بطقوس معينة تتضمن شفرة الاستحضار، ويتم صرفه عن طريق مزيج من الحروف المائية والترابية، لا يوجد وصف لمهام الحروف الهوائية.
هناك جدول للحروف النارية وتركيباتها الثلاثية، لن أذكرها لك بطبيعة الحال حتى لا تحدث كارثة.
هناك رسومات بخط اليد تشبه الوصف التشريحي لمراكز تركز الجن عن حلوله في جسد الشخص المضيف، رسومات للجن نفسه كما تخيله الكاتب - وربما رآه! - ورموز غريبة تبدو كخليط من الحروف العبرية والحروف الصينية ونجمة داءود.
قاطع أفكاري صوت طرق منخفض على الباب، أغلقت الكتاب وذهبت لأفتح باب الشقة، كان ذلك الشيء يقف هناك في خجل، قصير القامة قليلا، ضئيل الحجم، بدأ الشعر يتساقط من مقدمة رأسه، وله ابتسامة بلهاء معلقة على وجهه بلا سبب.
من النوع الذي يصحو صباحا ليكتشف أن الحنفية لا تخرج سوى صوت حشرجة مرعبة، لا ماء هنالك، فيبتسم، طرمبة ضخ الماء لن تعمل لأن الكهرباء تم قطعها كذلك فيبتسم، تفوته الحافلة فيبتسم، تتركه زوجته وتهرب مع عشيقها فيبتسم، يشتمه مديره في العمل فيبتسم.
قال لي إن اسمه «سعيد» وأنه جاري الجديد، دعوته للدخول وأعددت لنا كوبين من الشاي، وراح يتحدث كثيرا.
أعتقد أنك قد لاحظت يا سيدي المحقق أنني لست من نوعية الأشخاص الذين يمكنك وصفهم بالاجتماعيين، في الواقع أنا أكره البشر وأهرب منهم كأنهم الطاعون ذاته، وأمقت أي تواصل بشري إذا ما خرج من نطاق التحية وردها. أما التواصل الحميم فهو شعر لا أملك له مشطا، ولا أطيق هؤلاء اللزجين المملين، الذين يظنون أن مجرد وجودهم في الحياة هو حدث أسطوري بما فيه الكفاية، يستحق أن يسطر في المجلدات، وأن ما في حيواتهم التافهة ما يستحق أن يروى لتستقطر منه الحكمة، ويستهدي به الناس من بعد ضلال.
يجلس أحدهم وهو يداعب كرشه في رضا عن النفس يثير هلعك، ليصدع رأسك بقصصه ووجهات نظره، وآرائه الحمقاء في كل شيء. «سعيد» كان من هذا الطراز، لزج كالمخاط، وممل كبيان حكومي.
Unknown page