لم أكن أطلب شيئا كثيرا، فقط من تستمع لزفراتي المتعبة، وشكواي، ثم تخبرني بأن كل شيء سيكون بخير، غدا ربما، أو بعده، فنم أيها الطفل السخيف.
لا زلت أحمل، بعض متاع، من ذكريات علاقة غابرة، و«سارة» عندما تصل إلى النشوة تحتضنني على صدرها المكتنز بقوة، وتتأملني بنصف عين، نظرات ممتنة، لم أكن أكثر سعادة طوال حياتي كما كنت في تلك اللحظات، خلال ثلاثين عاما أو يزيد، ظللت أبحث عن ذلك الشعور مجددا، بلا نجاح.
دوما ما كنت الصدر الحاني، والحائط الذي يستندون عليه عند تعثرهم، يطالبونني بأن أكون بالغا، أنا مجرد طفل سخيف يرهب المستقبل والموت، ويبحث عن إمرأة بديل أمه ليرتمي على حضنها باكيا، لكنني أجيد التظاهر بأنني لست كذلك.
سيرونك مذنبا أن تأخذ، بعد أن تعود منك الناس العطاء.
سأحكي لها عن عبثية الحياة، وجمال الموت، وعن كفري بالحب.
سعل «بكري» مجددا، أكد قوله السابق: «البنقو ده نضيف يا مان.»
هبط طائر على حافة الحائط الطيني، رأيته يحط قبالتي عبر فجوة الباب الخشبي، نظر لي في هدوء، نفض ريشه، قلب وجهه يمينا ويسارا بسرعة.
حركة تقلب رأسه كإيقاع موسيقي.
دو، ري، فا، مي، صول، لا، سي.
دو، ري، فا، مي، صول، لا، سي.
Unknown page