Qisas Can Mashahir Kuttab Gharb
قصص عن جماعة من مشاهير كتاب الغرب
Genres
ونظرت إليها، وكان على وجهها أثر ارتباك وخجل، وهي أشياء لم ألحظها عليها من قبل. فقالت: أيها الطالب! إنني أريد أن أسألك معروفا، وأرجوك ألا تخيب رجائي.
وفكرت وأنا على فراشي: إن هذه إلا حجة!
ولكني لم أقل شيئا، واستمرت: إنني أريد أن أرسل خطابا إلى البلدة.
وفكرت: يا للشيطان! إلى أين ينتهي الحال؟
ثم قفزت من السرير، وسحبت مقعدا إلى ناحية المكتب، واستحضرت ورقا وحبرا، وقلت: هيا اجلسي وأمليني.
فدخلت وجلست بحذر بعد أن ألقت نظرة حادة إلى عيني، سألتها: والآن لمن أكتب؟ - «إلى بولزلوف كاشبوت الذي يعيش في سوينزيانا في طريق سكة حديد وارسو.» - «ماذا تريدين أن تكتبي له؟ تكلمي.» - «أي عزيزي بولز: حبيبي، حبي، روحي، فلتحفظك العذراء المباركة! أي عزيزي! لماذا لم تكتب من مدة طويلة كهذه إلى حمامتك الصغيرة تريزا، التي تشعر بحزن عظيم من جراء ذلك؟»
ولم أتمالك نفسي عن الضحك إلا بصعوبة؛ إذ فكرت في هذه «الحمامة الصغيرة الحزينة» التي تبلغ من الطول ستة أقدام، وهي قوية الجسم، لها عضلات الرجل الرياضي المدرب ، ووجه أسود مجهم، كأن «الحمامة» ليس لها من عمل سوى تنظيف المداخن.
ولكني حافظت على ثبات وجهي، وسألتها: من هو بولزلوف؟
فأجابت وقد علت وجهها آثار الدهشة، كأنها لا تتصور أن هناك أحدا لا يعرف بولزلوف. - بولز، يا سيدي ... بولز هو خطيبي. - خطيبك؟!
فقالت: لماذا تعجب أيها الطالب؟! ألا يجوز أن يكون لفتاة صغيرة مثلي حبيب؟
Unknown page