معروف جيدا كيف كانت لدى شخص ما الحقارة والمكر ليضع بذلة رجل بجوارها؛ ليغريها بأن ترتدي هذه البذلة مرة أخرى، وبأي همجية عبثية ادعي أن هذا التجاوز ذريعة للحكم عليها بالحرق، كما لو كانت جريمة تستحق النار أن ترتدي فتاة محاربة سروالا بدلا من تنورة. كل هذا يعتصر القلب ويجعل الحس السليم يرتعد. لا يستطيع المرء أن يتصور كيف نجرؤ، بعد كل تلك الأهوال التي لا تعد ولا تحصى التي أذنبنا بها، أن ننعت أي أمة بأنها همجية.
يقول أغلب مؤرخينا محبي ما يسمى زخارف التاريخ أكثر من حبهم الحقيقة إن جان مضت إلى التعذيب غير وجلة، لكنها، كما تشهد سجلات تلك الفترة، وكما يعلن المؤرخ فيلاريه، استقبلت إعدامها بالصرخات والدموع؛ وهو ضعف مبرر في جنسها، وربما في جنسنا، ومناسب جدا للشجاعة التي أظهرتها جان وسط أهوال الحرب؛ لأن المرء يمكن أن يكون بلا وجل في المعركة وحساسا على سقالة المشنقة.
علي أن أضيف أن أشخاصا كثيرين صدقوا بلا تمحيص أن عذراء أروليان لم تحرق في روان على الإطلاق، مع أن لدينا التقرير الرسمي لإعدامها. لقد خدعتهم الرواية التي ما زالت لدينا عن مغامرة انتحلت اسم «العذراء» وخدعت إخوة جان دارك، وبغطاء من هذا تزوجت في لورين أحد نبلاء عائلة أرمواز. روجت محتالتان أخريان نفسيهما باسم «عذراء أورليون». وادعت الثلاث أن جان لم تحرق، وأن امرأة أخرى حلت مكانها. لا يمكن إقرار هذه القصص إلا ممن يريدون أن يخدعوا.
هوامش
التقبيل
أستميح الفتيان والفتيات عذرا؛ فربما لا يجدون هنا ما يبحثون عنه. هذه المقالة للباحثين والأشخاص الجادين فقط الذين تناسبهم.
كثيرا ما نجد طلبا للتقبيل في كوميديات زمن موليير. يطلب شامبين في كوميديا «الأم كوكيت» التي ألفها كينو القبلات من لوريت؛ تقول له: «لست قانعا بعد؟ أمر مخجل حقا؛ قبلتك مرتين.» ويجيبها شامبين: «ماذا؟! أتحصين قبلاتك؟» (الفصل الأول - المشهد الأول).
اعتاد الخدم دوما أن يطلبوا القبلات من الوصيفات؛ وكان الناس يقبلون بعضهم بعضا على خشبة المسرح. عادة ما كان هذا فعلا غبيا بليدا لا يحتمل، خاصة في حالة الممثلين الدميمين الذين يصيبون المرء بالغثيان.
إذا رغب القارئ في القبلات، فليبحث عنها في مسرحية «القس فيدو»؛ هناك مقطع أغنية كامل لا يذكر فيه إلا القبلات، والعمل مؤسس فقط على قبلة منحها ميرتيللو ذات يوم لأميريللي في لعبة استغماية: «قبلة لذيذة جدا .»
يعلم الجميع فصل القبلات الذي يقول فيه جون دي لا كاسا رئيس أساقفة بينيفينتو إن الناس يستطيعون أن يقبلوا بعضهم بعضا من الرأس إلى القدم. ويشفق على ذوي الأنوف الكبيرة الذين يستطيعون بالكاد الاقتراب بعضهم من بعض؛ وينصح السيدات ذوات الأنوف الكبيرة بأن يتخذن عشاقا ذوي أنوف مفلطحة.
Unknown page