Nushu Lugha Carabiyya

Anastas Karmali d. 1366 AH
101

Nushu Lugha Carabiyya

نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها

Genres

ليس من الضروري أن تعرب الكلمة لحاجة الناس إليها أو إلى معناها، كما ذهب كثير من اللغويين؛ إذ يظنون أن الكلمة الفلانية غير معربة؛ لأن الناطقين بالضاد لم يحتاجوا إليها؛ إذ معنيها موجود في بلادهم، أو لأن في لغتهم ما يغنيهم عنها، أو لعدم احتياجهم إليها، إلى ما ضاهى هذه الأسباب، لكن السلف نطقوا بألفاظ دخيلة كانوا في غنى عنها، وإنما تكلموا بها لأنهم أرادوا ذلك، أو حاولوا أن يكلموا من فهم تلك الكلمة ولا يفهم غيرها، أو أرادوا أن يطلعوا السامع أنهم يعرفون معاني بعض الكلم العجمية، أو لأن اللفظة الدخيلة طبعت في النفس طابعا لا تؤدي إليه مفردتنا؛ إذ إن حروفهم غير حروفنا، ونبرتهم غير نبرتنا، والاشتقاق من أصولهم غير الاشتقاق من أصولنا، وشعورنا بتلك الدخيلات غير شعورنا بألفاظنا الضادية، إلى غير هذه الأمور المتعددة.

فقد جاء في لسان العرب في مادة «س و ر»: «وفي حديث جابر بن عبد الله الأنصاري: أن النبي

صلى الله عليه وسلم ، قال لأصحابه: قوموا، فقد صنع جابر «سورا»، قال أبو العباس: وإنما يراد من هذا أن النبي

صلى الله عليه وسلم

تكلم بالفارسية، صنع سورا أي طعاما، دعا الناس إليه.» ا.ه.

فقد كان يستطيع الرسول أن يقول صنع طعاما، أو صنع ضيافة، أو وليمة، أو أدب مأدبة، إلى غيرها من المفردات التي تعد بالعشرات؛ لكنه عدل عنها كلها؛ لأن «سورا» بالفارسية طبعت في النفس طابعا لا يشعر به أو لا يحس به إذا قيل غيرها.

ومثل ذلك ما نقله المذكور من كلام أمير المؤمنين فقد ذكر في تركيب «ق ل ن» ما هذا نقله: «الأزهري: روي عن علي عليه السلام أنه سأل شريحا عن امرأة طلقت، فذكرت أنها حاضت ثلاث حيض في شهر واحد، فقال شريح: إن شهد ثلاث نسوة من بطانة أهلها أنها كانت تحيض قبل أن طلقت في كل شهر كذلك، فالقول قولها، فقال علي: «قالون.» قال غير واحد من أهل العلم: قالون بالرومية معناها: أصبت ... وذكر هناك مثل هذه الكلمة ونسبها إلى عبد الله بن عمر وفسرها برجل صالح.»

قلنا وقالون كلمة يونانية

χαλός, ή, ον (kalos,è,on)

ومعناها: حسن وصالح وجيد، إلى آخر ما ضاهى هذه الألفاظ، وتقال على الناس وعلى غير الناس.

Unknown page