Nihayat Wusul
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
Genres
وأما دفع الخوف واجب فلقضاء الضرورة به.
وأما أن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب فسيأتي.
الثالث : انه إذا تعارض طريقان: أحدهما امن، والآخر مخوف، وجب سلوك الامن، وهنا الشكر طريق امن، والإعراض مخوف.
الرابع: لو لم يجب شكر المنعم عقلا، لم تجب المعرفة، إذ لا فرق بينهما.
ولأن المقتضي لوجوب المعرفة، وجوب الشكر.
والتالي باطل، وإلا لزم إفحام الأنبياء (عليهم السلام)، فإنهم إذا أظهروا المعجزات، وقال المكلف: لا يجب علي النظر في المعجزة إلا بالشرع، ولا يستقر الشرع إلا بالنظر في معجزتكم، فينقطع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو باطل بالإجماع.
احتجت الأشاعرة بالعقل والنقل
أما النقل: فقوله تعالى: رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل (1).
وأما العقل: فهو أن الشكر إما أن يجب فائدة أو لا، والقسمان باطلان.
أما الأول، فلأن الفائدة يستحيل عودها إلى الله تعالى، لأنه غني، وإلى غيره، لأنها إما جلب نفع أو دفع ضرر.
والأول باطل، لعدم وجوبه عقلا، فكيف يجب المفضي إليه.
Page 135