============================================================
عز وجل، ولا من دينه، ولا أمره الذى افترض على عباده؛ ولكتا نقول: إن الرجل إذا بلغ مبالغ الرجال، وجبت عليه الحجة، لكمال التركيب والعقل، وفى بنيته الشى بنى عليها تركيب الاستطاعة، حين سقط من بطن أمه؛ لأنه يتحرك ويقبض ويط ويرضع ويصيح، ويبول ويتغوط ويبكى، كل ذلك يفعله بالاستطاعة التى هى فيه، وحركاته هى فرع لاستطاعته، والاستطاعة موجودة فيه قبل ان يبلغ، او هؤمر أو ينهى، فلايزال على تلك الحال الطفولية، حتى يرتفع عن تلك المنزلة، إلى منزلة المشى والافصاح بالكلام، والجي والذهاب والحركة، والاعمال التى يعمل من الأكل والشرب والعدو والقعود، والضرب والعبث واللعب، وما عاين الخلق من افعال، الصبيان الشى 22ظ يفعلونها بالاستطاعة، المركبة فيهم قبل الأمر والنهى، ثم جاء حد البلوغ والابتراء، ولزمت الفرائض، ولو كان الأمر على ما قلتم، أن ليس معهم استطاعة قهل لطهم، لم يجزلى حكمة الله، عز وجل ، أن يندبهم الى أمر ليس معهم له اتطاعة، ولا لهم عليه قوة، ولا لهم به طاقة . وهو يقول، عز رجل، : { لا يكلف الله نفتا الأ وعه(1)، و.. الأما آتاها (2).
وأما قولك، يا عبد الله بن يزيد البغدادى، أنا قلنا: إن ذلك إنما يقع جميعا، وأنه لا يقع بعضه دون بعض، لم تقع الاستطاعة قبل الفعل، ولا الفعل قبل الاستطاعة.
ولعمر الله - لو قلنا ذلك للزمنا ما قلت، ولكنا (2) نقول: إن الاستطاعة قبل الفعل لامعه، وقد كررت من القول فى الاستطاعة ما قد فهنا، وقد اجبنا على قولك فى الاستطاعة بما أزحنا به حججك كلها، بالصحة الصحيحة، إن الاستطاعة مركبة فى العباد قبل أفعالهم، ولولا ذلك لكانت لهم الحجة على الله، عز وجل، أنه كلفهم ما لم بعطهم عليه قوة، ولم يجعل لهم سبيلا إلى أخذه.
وهذه أفعال الجائر المتعبث، وذلك عن الله، عز وجل، منفى بعدله وصدق قوله، أنه لا يظلم ولا يجور، ولا يريد الفساد ولا يخلقه ولا يقدره ، جل عن ذلك وتعالى(1) علوا كبيرا(5).
(2) سورة الطلاق: الآمة 7ا.
(1) سورة البقرة : الأية 286.
(3) في الأصل : ولاكنا (4) مى الأصل : وتعلى 5) وار هذه الكلسة مكتوب د رهق 9جزه
Page 76