183

يبدو أن بيل السمين الطيب كان قد اختير متحدثا.

إذ وقف وقال: «هيا بنا! لننزل إلى الشاطئ لنلعب! سوف نلعب لعبة الهنود أو القراصنة أو قطاع الطرق، أو أي شيء تأمر به!»

أجابته قائدة الكشافة السابقة بسخرية متقنة: «أجل، بالطبع!» ثم أضافت: «أجل، بالطبع! بعد الطريقة التي عاملتموني بها ذلك اليوم! بعد الطريقة التي حنثتم بها في قسمكم! يا لكم من فتيان كشافة مطيعين، تقسمون يمينا مغلظة، ثم تتراجعون عنها. أجل، سأظل دائما أرافقكم!»

عندئذ عمد الطفل المطيع إلى استخدام عينيه السوداوين على أكمل وجه.

وتوسل إليها قائلا: «مهلا، أرجوك!» وتابع: «لم يعد هناك شيء مسل من دونك! لم ندرك أنك كنت تبتكر كل شيء. صراحة لم ندرك ذلك! لم نكن ندرك أننا ننفذ ما تخبرنا به. لقد أصبحنا بلا شاغل ينظر كل منا إلى الآخر مثل ثلاثة حمقى أغبياء. لم نعد نجد تسلية منذ أتينا ذلك الفعل بالغ الوضاعة. أرجوك! لن نفعل ذلك مرة أخرى! إننا في غاية الأسف. ألسنا كذلك يا بيل الطيب! ألسنا كذلك يا ذا الوجه الملائكي ؟ ألسنا في غاية الأسف؟»

قال ذو الوجه الملائكي: «بلى، إننا في غاية الأسف. ونقدم اعتذارنا. وكما قالا. لم نعد نجد أي متعة في اللعب. هلا أتيت أرجوك؟ بإمكانك أن تصبح القائد المزعج مرة أخرى. لن ينبس أي منا بكلمة.»

ارتفع منكبا جيمي، وانقبض صدره. ومال إلى الأمام وأراح يديه على حافة النافذة وجعل وجهه على مستوى رأس الطفلة نفسه. فتح فمه ثم تريث لحظة ليتأكد. لكن لم تبد جين ميريديث أي تردد البتة من جانبها؛ إذ جعلت تهز رأسها بتأن.

وقالت: «يحسن بكم أن تذهبوا وتتدبروا شيئا يمكنكم القيام به. كرروا كل الأشياء التي اعتدنا فعلها، وافعلوها على نحو أفضل. أما أنا فقد فرغت من أمركم. لن أعرض نفسي مرة أخرى لما فعلتموه بي ذلك اليوم! وأنا أغسل أسناني هذا الصباح رأيت التقويم ووجدت أن تاريخ اليوم هو الحادي والثلاثين. وأنا لن أعرض نفسي للضرب من ثلاثة صبية مرة أخرى إلا في الثاني والثلاثين من الشهر! هل فهمتم؟ فلتمضوا في سبيلكم فحسب! إنني لست خائفة منكم. فما زلت أستطيع أن أضرب أيا منكم، بل أستطيع ضربكم جميعا. ولست خائفة منكم. وإنما فرغت من أمركم. وعلى كل حال، تلك الألواح التي تقفون عليها هي من أجل بناء إصطبل لتشيف، وسوف أؤدي الحركات التي يؤديها معسكر الكشافة رقم اثنان وعشرون. فقد انتهيت من التمثيل. ومن الآن سأصبح من الكشافة الحقيقية، وسوف أمتطي حصانا وأحمل سوطا وأقرعه به إن راح يتراجع فوق مكان شديد الانحدار. لكنني لن أضربه فيما عدا ذلك. ولن أضرب أي شيء لا يعادلني في حجمي وقوتي. دعوا عنكم أمري! فقد انتهيت من أمركم!»

دارت جين ميريديث على عقبيها، ورفعت سروالها، وسارت في اتجاه الرواق الخلفي. كان مربي النحل متكئا على حافة النافذة، فأحكم ذراعه حول فتاة العاصفة وجعل يتفرس وجه جين وهي تتجه نحوه. كانت ملامحها ثابتة لا تتغير.

فقالت مولي كاميرون: «إنها تقصد ما قالته! سوف تثبت على موقفها!»

Unknown page