Mukhtarat Qisasiyya Li Yukiyo Mishima
البحر والغروب وقصص أخرى: مختارات قصصية ليوكيو ميشيما
Genres
كان وجه زوجها الذي رأته في ضوء واضح من المصباح، تغطيه لحية قد نمت قليلا، وقد نحف حتى بدا كأنه شخص آخر. كانت خدوده قد تجوفت وفقدت بريقها ونضارتها. ورغم أنه عندما يكون في حالته المعنوية الطبيعية عندما يعود إلى المنزل (يبدل ملابسه العادية بزيه العسكري على الفور، ثم يطالب بسرعة إعداد طعام العشاء) فإنه يجلس الآن متربعا في زيه العسكري محني الرأس أمام «الطبلية». امتنعت ريكو عن سؤاله إذا كان ينبغي لها إعداد طعام العشاء.
بعد فترة تحدث الزوج: «لم أكن أعرف شيئا. إنهم لم يعرضوا علي الأمر. على الأرجح إنهم جميعهم، هونما وكانو وياماغوتشي، أشفقوا علي لأنني كنت عريسا جديدا.»
لاحت على ذاكرة ريكو وجوه أصدقاء زوجها الحميمين الذين كانوا يأتون مرات ومرات لزيارتهما في منزلهما هذا. هؤلاء الضباط الشبان الممتلئون حيوية ونشاط. «سيصدر في الغد على الأرجح المرسوم الإمبراطوري. على الأرجح سيتم وصفهم باسم المتمردين سيئي السمعة، وسيكون من الواجب علي قيادة جنودي وضربهم بالنار. أنا لا أستطيع فعل ذلك. ليس لدي القدرة على فعل شيء كهذا.»
ثم أضاف: «لقد أمرت بتبديل الحراسة الآن، وسمح لي بالعودة إلى منزلي هذه الليلة لمدة ليلة واحدة. وبدون شك في صباح الغد، سيكون من المحتم علي الخروج لإطلاق النار عليهم. ولكن أنا لا أستطيع فعل ذلك. أتفهمين؟!»
خفضت ريكو الجالسة عينيها. لقد فهمت بوضوح أن زوجها لا يتحدث إلا عن شيء واحد بالفعل، وهو الموت. قرار الزوج محسوم بالفعل، وشبح الموت يؤكد كل كلمة من كلماته. ومن أجل هذا البرهان الأسود الصلد، تبرز في الكلمات قوة متينة غير قابلة للزعزعة. على الرغم من أن الزوج كان يتحدث عن المعاناة، فإنه لا توجد هناك أية حيرة أو تردد.
ولكن أثناء ذلك وفي فترة الصمت تلك، كان يوجد صفاء وبرودة مثل تيار نهر لذوبان الثلوج. أخيرا يشعر الزوج براحة قلبية لأول مرة، وهو جالس في بيته أمام وجه زوجته الجميل، بعد محنة ومعاناة طويلة استمرت ليومين كاملين؛ لأنه قد عرف على الفور أن زوجته فهمت القرار الذي اتخذه، حتى ولو لم يقل ذلك بشكل مباشر. - «اسمعي.»
فتح الزوج عيونه الجسورة الصافية رغم تواصل الأرق، ونظر لأول مرة مباشرة في أعين زوجته، ثم قال: «سأبقر بطني الليلة.»
لم يرتد طرف ريكو، ولو للحظة واحدة.
وأنشدت عيناها النجلاوان الجميلتان مثل رنة جرس قوية، وقالت: «لقد أعددت نفسي، أريد أن أرافقك.»
أحس الزوج أنه تقريبا قد انسحق من قوة تلك العينين. تدفقت كلماته بسرعة وبسهولة، مثل كلمات الهذيان، ولم يدر كيف عبر عن هذا الإذن ذي الأثر الهائل بتلك الكلمات المستهترة. - «حسنا. لنذهب معا. ولكن أريدك أن تشاهدي انتحاري أولا. أتفهمين؟»
Unknown page