Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
1
كان ذلك البيت صغير الحجم وله بوابة مهيبة، ومع ذلك، لم يكن بيتا نادرا في تلك المنطقة، وثمة اهتمام شديد بالأشجار التي تظهر من واجهته ومن أسواره أكثر من البيت ذاته.
مالك هذا البيت، يدعى غنكاكو هوريكوشي، وهو رسام معروف إلى حد ما، ولكنه كون ثروته من خلال حصوله على براءة اختراع لأختام مطاطية، أو بسبب أنه تاجر في الأراضي بعد أن حصل على براءة الاختراع تلك، وعلى أرض الواقع، الأراضي التي يملكها في الضواحي الآن، لا تنتج حتى الزنجبيل، ولكنها تحولت إلى منطقة سكنية من تلك التي يطلق عليها «قرى حديثة» تصطف فيها البيوت ذات الأسطح المغطاة بالقرميد الأحمر والأزرق.
ولكن في كل حال كان «بيت غنكاكو الجبلي» صغير الحجم وله بوابة مهيبة، وبدا البيت أكثر شاعرية بصفة خاصة مؤخرا، حينما علقت أحبال الحماية من الثلوج على أشجار الصنوبر التي تظهر من فوق السياج، واحمرت ثمار الزعرور بين أوراق الصنوبر الذابلة المفروشة أمام المدخل، ليس هذا فقط، بل إن الحارة التي يقع بها هذا البيت غالبا خالية لا يمر بها أحد، حتى بائع التوفو يترك عربته على ناصية الشارع الكبير ويمر بهذه الحارة وهو ينفخ في البوق فقط.
وعندما مر صدفة طالب يدرس الرسم في كلية الفنون الجميلة ذو شعر طويل وهو يحمل صندوقا طويلا رفيعا لأدوات الرسم تحت إبطه، سأل زميله الذي يرتدي زيا موحدا بأزرار ذهبية اللون مثله قائلا: «بيت غنكاكو الجبلي! ... ترى ما معنى كلمة غنكاكو؟» «لا أدري! أرجو ألا يكون محاولة تأنق لكلمة غنكاكو بمعنى الصرامة!»
ضحك الاثنان معا وهما يمران بمشاعر مرحة من أمام ذلك البيت، وبقي خيط من دخان أزرق خفيف يرتفع من سيجارة «جولدن بات» ألقى بها أحدهما على قارعة الطريق الذي تجمد من البرودة ...
2
كان جوكيتشي يعمل في بنك من قبل أن يتزوج من ابنة غنكاكو، وبالتالي يعود للبيت دائما وقت إضاءة مصابيحه، في الأيام الأخيرة كلما دخل من بوابة البيت يشعر على الفور برائحة كريهة، كانت رائحة أنفاس غنكاكو الذي يرقد على فراش المرض مصابا بداء السل الرئوي النادر بين المسنين. ولكن، بالتأكيد ليس هناك افتراض أن تتسرب تلك الرائحة إلى خارج البيت، ولذا لم يكن أمام جوكيتشي الذي يسير فوق الأحجار التي تغطي مدخل البوابة حاملا حقيبته المطوية تحت إبط معطف الشتاء الثقيل، إلا أن يشك في حواسه هو.
اتخذ غنكاكو الغرفة المنفصلة عن مبنى البيت الأصلي مكانا لفراش المرض، وعندما لا يكون نائما، فهو يستند بظهره على جبل الأغطية، ومن عادة جوكيتشي أن يطل بوجهه على الغرفة المنفصلة، بعد أن يخلع المعطف والقبعة، ثم يلقي بتحية من نوع «لقد عدت» أو «كيف حالك اليوم؟» ولكن من النادر أن يطأ بقدمه داخل الغرفة. بالتأكيد كان خائفا من أن يعديه صهره بمرض السل، ولكن هناك سببا آخر وهو إحساسه بالنفور الشديد من تلك الرائحة الكريهة، وكان غنكاكو كلما رأى وجهه يجيب دائما بكلمة «أهلا» أو «عودة حميدة» فقط. كان ذلك الصوت ضعيفا، فكان أقرب للأنفاس منه للصوت، وعندما يقول الصهر ذلك، لا يعدم الأمر أن يشعر جوكيتشي أحيانا بالندم على لا إنسانيته، ولكنه ينفر بشدة من الدخول إلى غرفة المريض.
ثم يمر جوكيتشي بعد ذلك على حماته أوتوري المريضة التي ترقد في الغرفة المجاورة لغرفة المعيشة. أصيبت أوتوري بالشلل من قبل أن يمرض غنكاكو، منذ سبع أو ثماني سنوات، ولا تستطيع حتى الذهاب إلى المرحاض، وسبب زواج غنكاكو منها بالإضافة إلى أنها ابنة وزير في إقطاعية كبيرة، أنها جميلة الوجه، حتى مع كبرها في السن هذا، فما زالت جميلة، خاصة عينيها، ولكن عندما تجلس على فراش المرض، لتصلح الجوارب البيضاء بعناية بالغة، لا تختلف كثيرا عن المومياء. يقول جوكيتشي لها: «كيف حالك اليوم يا أماه؟» وبعد أن يلقي عليها تلك التحية الموجزة، يدخل غرفة المعيشة ذات الست حصيرات.
Unknown page