Mukhtarat Qisasiyya Li Ryunosuke Akutagawa
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
Genres
أخيرا، عندما انعطفت النقالة التي تحملني في حارة جانبية ضيقة، حملت إلى داخل أحد البيوت، وطبقا لما عرفته فيما بعد، فهو بيت الكابا، ذلك الذي يضع نظارة على منقاره، أي بيت الطبيب الذي يسمى تشاك، أنامني تشاك فوق سرير أنيق، ثم بعد ذلك أسقاني جرعة من دواء شرب بلون شفاف. لقد كانت كل مفاصل جسمي تؤلمني ألما شنيعا لدرجة أنني لم أكن أستطيع تحريك أي عضو من أعضاء جسمي.
كان تشاك يكشف علي حتما كل يوم مرتين أو ثلاث مرات، وأيضا كان الكابا الذي رأيته في البداية - الصياد باغ - يأتي مرة كل ثلاثة أيام لزيارتي. إن حيوانات الكابا تعرف عن البشر أكثر بكثير جدا مما يعرفه البشر عن الكابا، وعلى الأرجح أن سبب ذلك هو أن الكابا تصطاد البشر بعدد أكبر كثيرا جدا من اصطياد البشر لها، وحتى لو كان ذلك لا يصلح أن يطلق عليه اصطياد، ولكن عددا كبيرا من البشر جاء إلى بلاد الكابا قبلي. ليس هذا فقط، بل ثمة عدد كبير منهم عاش عمره كله في بلاد الكابا. جرب أن تقول لماذا؟ لمجرد أننا لسنا كابا فقط، وأننا بشر، فلدينا ميزة أننا نعيش ونأكل دون عمل، وعلى أرض الواقع طبقا لحديث باغ، فلقد جاء شاب كان يعمل في إنشاء الطرق عن طريق الصدفة إلى هذه البلاد ثم تزوج من أنثى كابا وعاش هنا حتى وفاته، وعلاوة على أن أنثى الكابا تلك كانت أجمل إناث البلاد؛ فقد كانت على قدر كبير من الذكاء لكي تخدع زوجها عامل الطريق ذلك.
بعد مرور أسبوع واحد فقط ، ومن خلال ما ينص عليه القانون في هذه الدولة، تقرر أن أسكن بجوار تشاك بصفة «مقيم بحماية خاصة». كان بيتي راقيا مقارنة بصغر حجمه، بالطبع كانت حضارة هذه الدولة لا تختلف كثيرا عن حضارة الدول في عالم البشر، أو على الأقل لا تختلف كثيرا عن حضارة في اليابان، ثمة بيانو صغير في أحد أركان غرفة الضيوف المطلة على الطريق العام، وأيضا معلق في إطار على الحائط لوحة مطبوعة بالحفر، ولكن كان الجزء الأهم في البيت أن مقاسات كل شيء مثل المناضد والكراسي صنع ليناسب طول قامة الكابا، فكان شعوري كأنني وضعت في غرفة أطفال لا أرتاح معها.
كنت دائما عندما يأتي المغيب، أستقبل في هذا البيت تشاك وباغ، وأتعلم منهما لغة الكابا. كلا، ليس هذان الاثنان فقط، فلأن الجميع كان يحمل فضولا تجاهي أنا الذي أحمل صفة «مقيم بحماية خاصة»، فقد كان مدير شركة زجاج يدعى غيل، وكان يستدعي تشاك خصوصا كل يوم لكي يقيس له ضغط الدم، كان أيضا يطل بوجهه في هذا البيت، ولكن في مدة نصف الشهر الأول، كان الصياد الذي يدعى باغ هو أكثر من أقمت معه علاقتي الحميمية.
في غروب يوم دافئ رطب، كنت أجلس في بيتي هذا مع الصياد باغ وبيننا المنضدة، ثم لا أدري ماذا فكر باغ، ولكنه صمت فجأة ثم أخذ يحملق في بعينيه الواسعتين، بالتأكيد شعرت أنا بغرابة وريبة، فقلت له:
Quax, Bag, quo quel, quan?
وإن ترجمت ذلك للغة اليابانية فهو يعني «يا باغ! ماذا حدث لك؟» ولكن باغ لم يرد على سؤالي، ليس هذا فقط، بل وقف فجأة وأخرج لسانه، ثم أخذ وضع القفز وكأنه ضفدعة على وشك القفز، وفي النهاية شعرت بالاستياء فوقفت برفق من فوق مقعدي، وكنت على وشك الإسراع بالخروج من باب البيت في قفزة واحدة، ولحسن الحظ جاء في تلك اللحظة الطبيب تشاك. «توقف يا باغ! ماذا تفعل؟»
ظل تشاك يحدق في باغ هذا وهو يضع النظارة فوق أنفه كما هي، وبدا أن باغ شعر بالحرج، فوضع يده على رأسه عدة مرات وهو يعتذر إلى تشاك كما يلي: «أعتذر لك بشدة، في الواقع لقد كان منظر هذا السيد وهو خائف مني مشوقا جدا، فأخذت أشاكسه دون وعي مني، أرجو منك يا سيدي أن تسامحني أنت أيضا.»
3
قبل أن أواصل الحديث عن حكايتي فيما بعد ذلك يجب علي أن أشرح بعض المعلومات الموجزة عن حيوانات الكابا، إن الكابا هي حيوانات يشك في وجودها حاليا، ولكنني أنا شخصيا بما أنني عشت بينهم، فما من أدنى شك لدي. حسنا، إن سألنا أي الحيوانات هي، بالتأكيد على رءوسهم شعر قصير، والأيدي والأقدام بها غشاء رقيق بين الأصابع لا خلاف ظاهر عما جاء في كتاب لوجود «دراسات عن نمور الماء»،
Unknown page