Muhawarat Alfred North Whitehead
محاورات ألفرد نورث هوايتهد
Genres
وهنا أثيرت مواطن الضعف عند لول.
فقال هوايتهد: «إن به عيوبا، وقد عرفته جيدا لعدة سنوات، وأستطيع أن أرى هذه العيوب؛ منها أنه لا يفهم الرجال المتهيبين، ويحسب التهيب مذلة.»
وأضافت إلى ذلك مسز هوايتهد قولها: «وهو يصيح في وجه المتهيب. حدث لوشيان يا أولتي عن تلك الخبرة التي مرت بك مع رجل مهذب متواضع أراد أن يعرض أمرا على لول.»
ولما خشيت ألا يتحدث في ذلك زوجها، أخذت تقص القصة، قالت: «إن هذا الرجل جاء إلى هوايتهد ليقول له: «لا أستطيع أن أعرض ذلك على لول، إنه يصيح في وجهي. فهل تستطيع أنت؟» فأجابه هوايتهد قائلا: «كلا، ولكني سأصحبك.» وقد فعل. وبعث تهيب صاحبنا الضيق في نفس لول فصاح في وجهه ثلاث مرات، وفي كل مرة يرفع هوايتهد يده قائلا: «تريث!» وأخيرا استطاع الزائر أن يعرض قضيته، ولما كان هوايتهد مستشاره، فإن لول لم يغضب.»
وقالت مسز هوايتهد: «إنه أعجب الديمقراطيين. إنه لا يستطيع أن يمارس الديمقراطية بشخصه، ولكنه يعتقد فيها اعتقادا جازما.»
وأضاف زوجها إلى ذلك قوله: «وأحكامه كأحكام رجال الدولة.»
وأدى ذلك إلى جدل حول بوسطن باعتبارها جزيرة للأمريكيين الشماليين في بحر أيرلندي آخذة في الاضمحلال.
قال هوايتهد، وعيناه تتألقان بالسرور الباطني: «إن هؤلاء الأمريكيين الشماليين لا يختلطون. اليوم بعد الظهر فقط، كنت مع جماعة منهم، تضم لورنس لول، ولورنس هندرسن، وجون لفنجستون لويس - وهو من إنجلترا الجديدة، على الأقل تشبها بأهلها - ولن تستطيع البتة أن تتخيل من كلمة واحدة مما ينطقون أنهم يعيشون وسط مجتمع من مليون ونصف المليون من البشر، سبعون في المائة منهم على الأقل من الأيرلنديين الكاثوليك.»
فقلت له: «إن برننج، رئيس قضاة ألمانيا السابق، ذكر خلال حديث له في بيت هانز زنسر أن التربية يجب أن تخصص للطبقة الممتازة.»
قال هوايتهد: «إلى خمسين عاما مضت كانت التربية في إنجلترا محصورة في طبقة عليا صغيرة، ولم يكن أحد يفكر أن من الخطأ أن تبقى الجماهير على أميتها. أما اليوم فنحن نسلم بضرورة تعلم الكتابة والقراءة، وكان أبي يدير مدرسة القرية حينما بدأ الإلزام في التعليم، وكان يلاقي أشد المعارضة؛ فإن القرويين لم يتعلموا ولم يريدوا لأبنائهم أن يتعلموا.»
Unknown page