Muharribu Kutub Tumbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
ذهب توريه إلى الشرطة ومعه أوراقه. خاطب المفوض توريه خطابا شديد اللهجة. قال له: «إن أردت أن تفعل أشياء من هذا القبيل، فيجب عليك أن تأتي إلى الشرطة الإسلامية لتحصل على إذن بذلك. يجب عليك ألا تفعل الأمور بتلك الطريقة، بينما لا علم لأحد بما تفعله، وإلا فسيقول الناس إنك تسرق.» وحذره من أن عقوبة السرقة شديدة.
وافق توريه على أن يطلب الإذن قبل أن ينقل المخطوطات في المستقبل، وأفرج عن الشاحنتين والخزائن. قال حيدرة إنهم أوقفوا العملية في ذلك الوقت حتى حين، وتوجهت الشاحنتان صوب الجنوب من دون الخزائن. عندما بدأ توريه في نقلها مجددا، فعل ذلك في وضح النهار.
أما لو جوين، فكان لا يزال يبدو مقتنعا أنه قد قبض على لص. لم يواجه مهربو المخطوطات مشكلة في الشمال فحسب. لاحقا في شهر أكتوبر، قالت دياكيتي لستولك إن المنطقة التي كانت تسيطر عليها الحكومة كانت قد أصبحت هي الأخرى بنفس القدر من الصعوبة؛ إذ كانت نقاط تفتيش غير رسمية قد ظهرت فجأة، وكان يديرها مبتزون يرتدون ملابس عسكرية.
كانت توجد مجموعة من الانتهاكات القانونية التي كان يمكن أن يقبض على المسافرين الماليين بسببها - عدم حمل رخص المركبات؛ انتهاء صلاحية بطاقات الهوية - بينما كانت انتهاكات أخرى تلفق على الفور. كان يمكن لكل مشكلة من هذه المشكلات أن تعطل حافلة لساعات حتى يتمكن المسافرون من الخروج منها عن طريق الإقناع أو بدفع رشوة. وفيما بين سيفاري وباماكو كانت توجد تسع نقاط تفتيش حكومية، وتعين على حيدرة أن يتيقن من أن بوسع الناقلين أن يدفعوا نقودا للمرور منها كلها. قال: «كان لدينا دوما مشكلات.» ثم أردف: «كانت وسائل المواصلات مكلفة. لكن هذا كان طبيعيا [في حالة الحرب]. وكان الناقلون مكلفين. ولكن ما الذي يمكنك فعله؟ كل الأموال التي أنفقناها على وسائل المواصلات يمكننا أن نجد لها مسوغا، وكل ما أنفقناه على الناقلين يمكننا أن نجد له مسوغا. ولكن المبالغ المالية التي أنفقت على الرشاوى - كيف يمكنك أن تجد مسوغا لها؟»
جعل الفساد الرحلة الشاقة إلى الجنوب أكثر إرهاقا مما كانت عليه بالفعل. دامت أسوأ رحلة قام بها توريه، والتي كان يحمل فيها ست خزائن ثقيلة أو سبعا ولكنها «جميلة جدا، ومهمة جدا»، أكثر من أسبوع وتضمنت خمسة أنواع من وسائل المواصلات. بدأت الرحلة بداية جيدة؛ فبعد أن مر بالاستعانة بالكلام المعسول من تفتيش جهادي عند دوينتزا عن طريق التحدث باللغة العربية والتظاهر بالمرض، وصل إلى منطقة حكومية في الليلة الأولى. بعد ذلك، ازدادت صعوبة الرحلة أكثر فأكثر.
كلما كان يعثر على مخطوطاته في إحدى نقاط التفتيش، كان الضباط النظاميون يحدثون جلبة كبيرة. تذكر توريه: «كانوا يصيحون عندما كانت أعينهم تقع على المخطوطات، قائلين: «ها هي مشكلة!»» وكان عناصر الدرك يستدعون. لم يكن من شأن توريه أن يقول إن كان قد دفع لهم رشوة؛ إذ كان فقط يقول إنه «جعلهم يتفهمون الأمر»، وإنهم منحوه إذنا بمتابعة طريقه.
تعطلت إحدى الحافلات. وسارت أخرى في الطريق الخطأ ومضت به إلى منطقة كانت أقرب إلى كوت ديفوار منها إلى باماكو. بعد أيام، عندما وجد، وهو يشعر بالإنهاك، ما كان يأمل أن يكون آخر حافلة صغيرة وتفاوض على الأجرة إلى باماكو، أوقفته مجموعة أخرى من رجال الدرك وأخذوه إلى ثكنتهم. أبقي هناك مدة يوم بينما كانوا يتحققون من أوراقه، ويوجهون إليه أسئلة، ويفتحون الخزائن. وما إن فعلوا ذلك، حتى عرفوا أنهم توصلوا إلى شيء ما.
استدعي ضابط قيادي. وقيل له: «انظر، يوجد شاب أحضر مخطوطات تمبكتو. إنها في كل مكان!»
اتصل توريه بحيدرة، الذي اتصل بأحد معارفه في سيجو الذي كان من الممكن أن يتفاوض مع رجال الدرك، وأخيرا وافقوا على أنه كان يتعين أخذ توريه إلى باماكو تحت حراسة من أجل المزيد من الاستجواب. في الساعة الواحدة صباحا وصل إلى قاعدة الدرك المعسكر رقم واحد ذي السمعة السيئة في الحي الاستعماري القديم في العاصمة، حيث استمرت الأسئلة. أجاب بأفضل ما كان بوسعه، وفي الصباح وصل حيدرة ليخبرهم أنه كان في مهمة مشروعة.
تذكر حيدرة قائلا: «تفاوضت معهم.»
Unknown page