Muharribu Kutub Tumbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
قال خليل: «ما نطلبه هو هذا.» وأضاف: «هل يمكنك أن تترك تمبكتو وشأنها؟»
أجاب آغ ناجم: «هذا محال.» «إذن لا بد أن تمنحنا الوقت لتحضير الناس حتى يستطيعوا أن يقرروا إما أن يبقوا أو يغادروا.» «كم من الوقت تريدون؟» «شهرا.»
كرر آغ ناجم قوله: «هذا محال.» كان رجاله قد حشدوا وكانوا سيصلون إلى تمبكتو في تلك الليلة لو لم يوافق كبراء المدينة على المقامرة بالمجيء للقاء ناجم. ولكن ما داموا قد أبدوا الشجاعة للمجيء، فسيمنحهم خمسة أيام، إذا استوفوا شروطا معينة، وهي أنه يتعين على كل أولئك الذين لا يريدون أن يعيشوا في دولة أزواد المستقلة أن يغادروا، كما يتعين ذلك على كل المنتمين إلى عرق البامبارا، وهم سكان الجنوب ذوو البشرة السوداء الذين سيطروا على الطبقة الإدارية والجيش في مالي. عندئذ فقط سيتعهد بأن يدخل تمبكتو دون أن يقصفها.
قال آغ ناجم: «بحلول يوم الخميس، سيبقى أولئك الذين يمكنهم البقاء معنا في تمبكتو، ولكن أولئك الذين يريدون أن يلوذوا بالفرار لا بد أن يفروا منها.»
كان الوقت قد شارف على الفجر عندما سارع المندوبون بالعودة إلى سياراتهم من أجل رحلة العودة إلى المدينة. •••
في صباح ذلك اليوم، السبت، الحادي والثلاثين من مارس، استيقظت تمبكتو على خبر سيئ آخر: كانت جاو، أكبر مدينة في الشمال ومركز قيادة الجيش المالي في الإقليم، قد سقطت.
جالت بفكر القاضي خاطرة بسيطة عندما سمع بهذا، والتي كانت: «لقد انتهى أمر تمبكتو.»
كان خليل في هذا الوقت يسابق الزمن للعثور على رئيس البلدية، هلي عثمان سيسيه، ليوصل له إنذار الحركة الوطنية لتحرير أزواد. أخبر خليل سيسيه بأن المتمردين في طريقهم إلى تمبكتو، وأنه لم يكن الآن ثمة شك في الأمر. كانوا قد وعدوا بألا يأتوا حتى يوم الخميس التالي، ولكن خليل لم يثق بهم: يمكن أن يكونوا هنا في أي وقت، حتى اليوم. سرعان ما هرع رئيس البلدية سيسيه بدوره للقاء كبيري ممثلي الدولة - محافظ تمبكتو، الكولونيل ميجور مامادو مانجارا، وقائد المنطقة العسكرية، العقيد جاستون دامانجو - ليبلغهما بما كانت الحركة الوطنية لتحرير أزواد قد قالته: سيدخل المتمردون المدينة بسلام فقط إذا كان كل العسكريين والعاملين الحكوميين قد غادروها.
قال لهما رئيس البلدية سيسيه: «يجب ألا نضحي بالسكان.» ثم أضاف: «يتعين عليكما المغادرة الآن. إن لم تفعلا، فمن الذي سينقذنا؟»
لم تدم مقاومة القائدين العسكريين طويلا. فلم يكن ثمة شيء بوسعهم فعله، على أية حال. كان المجلس العسكري في باماكو قد أصدر أوامره للقوات المالية بالانسحاب من قاعدتها في جاو للحيلولة دون وقوع خسائر في أرواح المدنيين، وكان قد صدر حالا أمر لرتل تعزيزات كان قد وصل إلى تمبكتو في الساعات الأولى من صباح اليوم بأن يتراجع صوب الجنوب. كان هذا الآن عبارة عن انسحاب في حالة من الفوضى. ما الأمل الذي تركه ذلك للحامية، التي بالفعل انهارت معنوياتها وأضعفتها حالات الانشقاق والفرار من الخدمة؟ استحضر مانجارا ذكرياته قائلا: «في أعقاب الانقلاب لم تكن توجد قوات يمكن أن تدافع عن تمبكتو، على الرغم من وجود الرغبة في ذلك.» وافق المحافظ على ترك المدينة.
Unknown page