Muharribu Kutub Tumbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
وأورد بوفوي أن هذا الجهل «يجب أن يعتبر مما يجلب التعيير بدرجة ما على العصر الحالي.» ولمداواة وصمة العار الجغرافية هذه، من شأن نادي السبت أن ينشئ كيانا جديدا، هو الرابطة الأفريقية، والذي سيكون مكرسا لتشجيع استكشاف القارة:
رغبة منهم في انتشال العصر الحالي من تهمة الجهل، التي، من نواح أخرى، لا يتسم بها إلا قليلا، وضع بضعة أفراد، على قناعة شديدة بنفع وفائدة توسيع نطاق دعم المعرفة البشرية، خطة لإنشاء رابطة لتشجيع اكتشاف الأجزاء الداخلية من أفريقيا.
سرعان ما اتفق على قواعد الرابطة: اتفق على رسم اشتراك بقيمة خمسة جنيهات في العام، واختيرت لجنة من خمسة أفراد. كان بانكس هو أمين الصندوق وبوفوي هو السكرتير، بينما عين اللورد رودان، وأسقف لانداف، والمحامي أندرو ستيوارت أعضاء مساعدين. ستكون مهمة هؤلاء الرجال هي تعيين «مبعوثين جغرافيين» ليضطلعوا برحلات الاستكشاف الأولى.
كان السؤال المتبقي إذن هو إلى أين، في تلك المساحة المجهولة من الأرض، ينبغي إرسالهم. •••
تم-بك-تو. إن معنى هذه المقاطع الثلاثة القصيرة محل خلاف. هل تشير إلى «جدار» أو «بئر» بكتو، وهي أمة عاشت في هذا المكان الشهير، الذي يوجد على بعد خمسة أميال وراء المنحنى الواقع في أقصى شمال نهر النيجر؟ أم أنها تشير إلى سونجاي، التي تعني «معسكر المرأة ذات السرة الكبيرة»؟ أم هل تدل ببساطة على مكان منخفض، مختف وسط الكثبان الرملية؟ توجد نظريات كثيرة، ومنطوقات كثيرة، وتهجيات كثيرة لهذه الكلمة، التي وصفها بروس تشاتوين بأنها «صيغة شعائرية، إذا ما سمعت مرة واحدة لا تنسى أبدا.» ما يبدو واضحا هو أن مستوطنة أقيمت هناك حوالي عام 1100، وتنامت لتصبح مدينة ذات تأثير بفضل موقعها عند ملتقى أكبر صحراء حارة في العالم وأطول أنهار غرب أفريقيا .
تنبسط الصحراء الكبرى على مساحة 3,6 ملايين ميل مربع تلفحها الشمس، وتمتد من المحيط الأطلنطي إلى البحر الأحمر ومن البحر المتوسط إلى الساحل الأفريقي. وهي تغطي من سطح الأرض ما يزيد عن الولايات المتحدة أو الصين، أو قارة أستراليا. وهي حسب المخيلة الشائعة تتألف من محيط من الكثبان الرملية، ومع أن هذه البحار من الرمال موجودة بالفعل، فإنها تمثل أقل من سدس المساحة الكاملة. ويطلق الطوارق على الصحراء الكبرى اسم «تيناريوين»، ويعني «الصحارى»، بالجمع، ليعكس طبائعها المختلفة الكثيرة. فتوجد جبال شاهقة ارتفاعها 11000 قدم ومسطحات ملحية بحجم بحيرة أونتاريو حيث يمكن للرمال المتحركة أن تبتلع سيارة. وفي الغالب، توجد مئات الآلاف من الأميال المربعة من الصخر المسطح العاري.
منذ ستة آلاف عام مضت، كانت الصحراء الكبرى خضراء؛ كانت تجوبها الأفيال، والزراف، وحيوانات وحيد القرن التي كانت تشرب من بحيراتها وتأكل من نباتاتها. أما الآن فقدر كبير منها لا يرى المطر لفترات تمتد لسنوات في المرة الواحدة. عندما ينزل المطر، تظهر سيول ماء هادرة تحفر خنادق عميقة في الأرض قبل أن تختفي بعد لحظات. وهذه الصحراء وفق بعض التقديرات أشد الأماكن حرارة على سطح الأرض، حيث يمكن لدرجات الحرارة في الظل أن تصل إلى 140 درجة، لكن في ليالي الشتاء، بدون دثار غطاء السحب، والتربة، والحياة النباتية، يمكن للصحراء أن تتجمد مكتسية بالصقيع. وفوق هذه المساحة الجرداء، تشكل الطبقات المتصادمة من الهواء الساخن والبارد رياحا عنيفة تهب باستمرار لفترات تمتد إلى خمسين يوما في المرة الواحدة، مثيرة غبارا خانقا يحجب الشمس ومستحثة أعاصير رملية دوامية تقتل الحيوانات وتقتلع الأشجار من جذورها.
إذا كانت الصحراء تمقت الحياة، فعلى حافتها الجنوبية الغربية تلتقي بالقوة الحيوية لغرب أفريقيا، المتمثلة في مسطح مائي يطلق عليه السكان المحليون اسم جوليبا، أي «النهر العظيم» أو «نهر الأنهار»، والذي يعرفه بقية العالم باسم «نهر النيجر». يبدأ نهر النيجر من مسيل صغير على ارتفاع 2800 قدم في مرتفعات فوتاجلون في غينيا، أحد أكثر الأماكن غزارة في هطول الأمطار على وجه الأرض. فوتاجلون هو مصدر ثلاثة مجار مائية عظيمة في غرب أفريقيا، والاثنان الآخران هما نهر جامبيا ونهر السنغال. يطلق اسم كل نهر من هذين النهرين على بلد، ولكن نهر النيجر العظيم يمنح اسمه لبلدين. إذا ما اتخذ هذا النهر الطريق الأقصر إلى المحيط الأطلنطي، فإنه سيصبح سيلا جارفا منحدرا بطول 150 ميلا؛ بدلا من ذلك إنه يتحرك بثقة في الاتجاه الخاطئ، شاردا جهة الشمال الشرقي لينزلق بطريقة عجائبية وسط كثبان الصحراء في التقوس العظيم لمنحنى النيجر قبل أن يصب، على بعد 2600 ميل من منبعه، في خليج بنين.
يتبدد ماء نهر النيجر، قرابة ثلث مسار رحلته الطويلة، في دلتا داخلية منبسطة بطول 300 ميل. من الجو يبدو هذا مثل جدول مائي يتضاءل وهو يمر على امتداد شاطئ: يتفرع الماء إلى عشرات من القنوات والجداول الضحلة. يتبخر ثلثا تياره هنا، وبحلول نهاية موسم الجفاف تنضب الحياة في مسالك شاسعة من مجرى النهر. في شهر يوليو، عندما يسقط المطر مجددا وتتدفق كميات هائلة من الماء في اتجاه مجرى النهر، تمتلئ القنوات والبحيرات الجافة وتزدهر الحياة من جديد. تتدفق الحشائش العائمة ونباتات الأرز البري؛ ويفقس بيض السمك والحشرات؛ وتأتي طيور أبو قردان وأبو ملعقة، منضمة إلى أفراس النهر، والتماسيح، وخراف البحر. يسوق رعاة الماشية حيواناتهم إلى الحشائش التي نمت على امتداد حافة النهر؛ ويحصد الفلاحون الأرز، والذرة البيضاء والرفيعة.
تقع تمبكتو عند نهاية مصب الدلتا، وعند الجزء الواقع أقصى شمال منحنى النهر. وهي تقع عند ملتقى طرق التجارة النهرية وطرق القوافل الصحراوية: فحسب القول المأثور القديم، هي الملتقى «لكل من يسافرون بالجمال أو بقوارب الكانو.»
Unknown page