Muharribu Kutub Tumbuktu
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
Genres
قال الإمام الأكبر: «لم تكن توجد هواتف، ولا اتصالات.» ثم أضاف: «لم نسمع أي أحد يتكلم عن تمبكتو. كان ذلك ما أصابنا بصدمة أكبر؛ لأن العالم قد تخلى عنا. لم يعرف أحد كيف كنا نعيش.»
كان الخبر الإيجابي الوحيد أنه تحت وطأة الضربات الجوية، كان آخر الجهاديين يغادرون. في يوم الأربعاء، الموافق الثالث والعشرين من يناير، رأى باستوس أبا زيد يسدد ما عليه لمجموعة من مقاتليه في الشارع. أخذوا معهم ما استطاعوا أخذه، وفي ذلك الدراجات البخارية، التي ربطوها في مؤخرة عرباتهم ذات الدفع الرباعي.
قال ديادي: «بدءوا ينسحبون لأنهم فهموا أن القضية كانت خاسرة.» •••
عند فجر يوم الخميس، الموافق الرابع والعشرين من يناير - يوم الاحتفال المحظور بالمولد النبوي - هرع حارس مبنى معهد أحمد بابا الجديد في سانكوري إلى عبد الله سيسيه ليخبره بأن الجهاديين قد غادروا. تلى هذا الخبر نبأ ثان: كان يبدو أن ثمة نارا تضطرم بالداخل. هرع سيسيه لينظر ورأى خيوطا رفيعة من الدخان الأبيض تنبعث من السقف المفتوح. كان يمكن أن يكون أي شيء يحترق؛ أسلاك كهربائية، أو أثاث، أو نار حطب معدة لتحضير الشاي. أو ربما كان آتيا من مخطوطات تحترق.
كان سيسيه على علم بتحذير الجهاديين من أن أي أحد سيدخل مبانيهم سيردى قتيلا بالرصاص، لكن الحارس كان على يقين من أن المقاتلين كانوا قد ذهبوا، وباعتباره الرجل الكبير المسئول عن معهد أحمد بابا في تمبكتو، شعر بأن من واجبه أن يتحرى الأمر. دخل الرجلان من الباب الصغير على الجهة الغربية وسارا بحذر في واحد من الممرات الداخلية المبنية على طراز العمارة الساحلية السودانية على يد مهندس معماري جنوب أفريقي. كان المبنى هادئا وباردا، محميا من شمس الصحراء التي كانت تتسرب عبر حواجز من الحجارة المنحوتة باليد. قادهم الدخان إلى بقعة خارج قاعة المؤتمرات. وبينما كان سيسيه والحارس يقتربان، شاهدا كومة من الرماد كانت قد دفعت إلى الأعلى نحو عمود مربع. كانت كومات من صناديق المخطوطات المهملة، المصنفة بعناية بملصقات تحمل أرقامها المفهرسة، موضوعة في أحد الجوانب. كان الحطب المحترق لا يزال مشتعلا. قال سيسيه إنه يبدو أن الجهاديين كانوا قد أفرغوا الصناديق، ثم أشعلوا النار في المحتويات.
بعد ذلك بأعوام، كان سيسيه لا يزال يجد صعوبة في استيعاب هذا الفعل. قال: «أن يصدق المرء أن هؤلاء الناس الذين قالوا إنهم مسلمون يمكن أن يأخذوا شيئا كان إسلاميا ويشعلوا فيه النار؛ لم نظن أبدا أن ذلك يمكن أن يحدث. كان أسوأ شيء يمكن أن يفعلوه بنا. أي شيء إلا ذلك.» تساءل، لماذا فعلوا هذا؟ وأضاف: «لم يكن لديهم أي دافع آخر سوى أن يتسببوا في أذى لنا.» إن كانت المخطوطات بطريقة ما مخالفة لأيديولوجيتهم، كانوا سيتلفونها عندما وصلوا. ولكنهم كانوا قد احتلوا المبنى مدة عشرة شهور وانتظروا حتى عشية مغادرتهم ليحرقوها. قال سيسيه: «لأنهم كانوا مهزومين، اضطروا لأن يغادروا.» ثم أردف: «كانوا يعرفون القيمة الدولية والعلمية للمخطوطات، وما تساويه؛ لذا تعين عليهم أن يحرقوها.»
لم يبق هو ولا الحارس طويلا، وهو ما كان من حسن حظهم لأن الجهاديين عادوا بعد ذلك بقليل. قال سيسيه: «لو كانوا قد وجدونا هناك، كانوا سيقضون علينا.»
عندما علم معيجا بما قد حدث، اعتبر ذلك بمنزلة فشل شخصي له. «جعل الله الأمر مسئوليتي، والآن المخطوطات قد أحرقت. المخطوطات التي يرجع تاريخها إلى قرون وقرون. لذا كان الأمر يمثل لي فشلا. في الليلة التي علمت فيها بذلك، لم أستطع النوم.»
شعر حيدرة هو الآخر بحزن شديد. قال: «في اليوم الذي أحرقوها فيه شعرت بإعياء شديد جدا.» ثم أردف: «كان الأمر كما لو أننا لم ننقذ أي شيء. كان ذلك هو مدى ما شعرت به من سوء.»
الفصل السادس عشر
Unknown page