إلكترا :
امضي إذن فلن أتبعك مهما تكن إرادتك، على أن من الحمق أن أحاول ما لا سبيل إليه.
كروسوتيميس :
إن كنت ترين أنك مصيبة فأقيمي على رأيك، فستعلمين حين ينزل بك الشقاء أن الصواب قد كان إلى جانبي. (تخرج)
الجوقة (في قوة ووضوح) :
لماذا نرى في الجو هذه الطير ذات الحظ العظيم من الذكاء تلتمس القوت لأفراخها التي منحتها الحياة ثم نشأتها تنشيئا، ولا نعنى نحن بأبنائنا مثل هذه العناية؟ ولكني أقسم بما يرسله زوس من البروق وأقسم بالعدل السماوي ليؤخذن المجرم بجريمته دون أن يفلت من العقاب.
أيها الصوت الذي يذيع الأحاديث في الناس ويهبط بها إلى دار الموتى أعلن إلى الأثريين في تلك الدار أحاديث كلها الخزي والعار.
قل لهم: إن حياة أسرتهم اليوم مرتجة مضطربة، وإن أبناءهم يختصمون فلا تهدئ خصومتهم مودة أخوة، وإن إلكترا وحيدة مخونة تعصف بها العاصفة، فالبائسة تئن في غير انقطاع حزنا على أبيها كأنها البلبل لا ينقطع أنينه، وهي لا تحفل بالموت، ولا يعنيها أن يحجب عنها الضوء، وبحسبها أن تصرع عدويها، من ذا الذي يستطيع أن يزعم أن له نفسا كريهة كنفسها؟ (في بطء) .
ليس بين أشراف الناس من تلم به النوائب، فيعرض نفسه للخزي ومجده للدنس وشهرته للضياع يابنتي؛ ولذلك آثرت حياة كلها بكاء وتسلحت لمقاومة الجريمة لتظفري بهذا الثناء المزدوج، وليعلم الناس أنك فتاة حكيمة جريئة، فليتح لك القضاء أن تسودي عدوك بالثروة والسلطان بمقدار ما أنت لهم خاضعة الآن، فإني لم أعرفك سعيدة مجدودة، ومع ذلك فأنت حريصة على طاعة القوانين السماوية، مؤدية إلى زوس حقه من التقوى. (يدخل أورستيس وبلاديس، ومن ورائهما خادمان يحمل أحدهما العلبة التي يظن أن فيها بقايا أورستيس.)
أورستيس :
Unknown page