Mawt Yazur Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
لم ينطق أحد بكلمة. وفي النهاية، قال دارسي: «ماذا حدث للطفل؟ أين هو الآن؟»
وكان الكولونيل هو من أجابه. «أخذت على عاتقي مهمة معرفة ذلك. لقد عاد الطفل إلى عائلة سيمبكنز؛ ومن ثم فالجميع يعتقد أنه مع والدته. لقد تسبب مقتل ديني في الكثير من القلق والاضطراب في بيمبرلي، ولم تجد لويزا صعوبة في إقناع عائلة سيمبكنز أن يستعيدوا الطفل ويبعدوه عن الخطر. وقد أرسلت لهم مبلغا كبيرا من المال من دون الإفصاح عن هويتي، وعلى حد علمي لم يكن هناك أي مقترح بأن الطفل سيترك العيش مع عائلة سيمبكنز، رغم أن المشكلات قد تنشأ في العاجل أو الآجل. لكنني لا أرغب في أن أكون مشاركا في هذا الشأن أكثر من ذلك؛ ومن المرجح كثيرا أنني سأتولى شأنا أكثر أهمية. إن أوروبا لن تتحرر من بونابارت حتى يهزم شر هزيمة في البر والبحر، وآمل أن أكون من بين أولئك الذين سيحظون بشرف المشاركة في تلك المعركة الكبرى.»
كان الجميع الآن منهكا ولم يجد أحد شيئا آخر لديه كي يدلي به. وكان من المريح لهم أن فتح السيد جاردنر الباب ليعلن عن قدوم السيد كورنبندر في وقت أبكر من المتوقع.
الفصل الخامس
رفعت عن كواهل الجميع أثقال من الشعور بالقلق والانزعاج بانتشار أخبار العفو عن ويكهام، لكن لم يكن هناك تفش لمظاهر الابتهاج بذلك. فقد تحمل الجميع الكثير؛ فلم يعد بإمكانهم فعل شيء أكثر من تقديم أصدق الشكر على نجاته، والاستعداد للاستمتاع بالعودة إلى منازلهم. كانت إليزابيث تعرف أن دارسي يشاركها حاجتها الملحة في بدء رحلة العودة إلى بيمبرلي، وفكرت أن باستطاعتهما أن ينطلقا في رحلتهما في الصباح التالي. إلا أن ذلك كان مستحيلا. فقد كانت هناك أعمال يقوم به دارسي مع محاميه فيما يتعلق بنقل الأموال إلى القس كورنبندر، ثم منه إلى ويكهام، كما تسلم خطابا من ليديا في اليوم السابق يقول إنها ستأتي إلى لندن لترى زوجها الحبيب حين تسنح الفرصة الأولى لذلك، وأنها ستعود معه إلى لونجبورن مبتهجين بنجاته. ستسافر ليديا بعربة العائلة وسيصحبها خادم، ورأت أن من المسلم به أنها ستمكث في شارع جريستشرش. ومن السهل أن يتم إيجاد فراش لجون في نزل محلي. وحيث إنها لم تذكر الوقت الذي من المرجح أن تصل فيه في اليوم التالي، انشغلت السيدة جاردنر من فورها في إعادة ترتيب المكان، وكانت تحاول بطريقة ما أن تتدبر مساحة لعربة ثالثة في الإسطبل. وكانت إليزابيث تشعر بإنهاك شديد، وتطلب الأمر منها إرادة قوية لكي تكبح نفسها من الانخراط في تنهيدات عميقة. وكانت رغبتها في رؤية الأطفال هي الرغبة الأولى أمامها الآن، وكانت تعلم أن دارسي يشاركها إياها، وخططا معا أن ينطلقا في رحلتهما في اليوم بعد التالي.
وبدأ اليوم التالي بإرسال خطاب سريع إلى بيمبرلي يعلمان فيه ستاوتن بالموعد المرتقب لوصولهما إلى المنزل. وبإتمام كل الأمور الرسمية الضرورية وكذا حزم الحقائب، بدا أن هناك الكثير من الأشياء التي على إليزابيث ترتيبها بحيث لم تر دارسي إلا قليلا. كان قلباهما مثقلين فلم يستطيعا التحدث، وكانت إليزابيث تعلم - أكثر مما تشعر - أنها سعيدة أو ستكون سعيدة بمجرد أن تصل إلى منزلها. وكان الجميع قلقا من أن يجد حشدا صاخبا من المهنئين طريقهم إلى شارع جريستشرش بمجرد أن تنتشر أخبار العفو، لكن هذا لم يحدث لحسن حظهما. أما العائلة التي رتب كورنبندر لويكهام أن يمكث معها فكانت مجهولة تماما، وكان موقع سكنها غير معروف، وكانت الزمرة التي تريد التهنئة من الناس تتجمع حول السجن.
ثم وصلت عربة آل بينيت وفيها ليديا بعد الغداء في اليوم التالي لذلك ، لكن ذلك لم يثر اهتمام العامة أيضا. ومما أصاب عائلة جاردنر وعائلة دارسي بالارتياح أن ليديا تصرفت بعقلانية ورشد أكثر مما كان متوقعا منها. فالاضطرابات التي مرت بها في الشهور السابقة ومعرفتها أن زوجها يحاكم وحياته على المحك قد أخمدا صخب سلوكها المعتاد منها، بل إنها حتى شكرت السيدة جاردنر على ضيافتها، وأظهرت لذلك شيئا يقارب امتنانا صادقا واعترافا بما تدين به لكرمهم وحسن ضيافتهم. أما مع إليزابيث ودارسي فكانت أقل اطمئنانا، لكنها لم تنطق لهما بكلمة شكر.
وقبل العشاء أتى القس كورنبندر من أجل أن يأخذها إلى مكان مسكن ويكهام. وقد عادت بعد ثلاث ساعات تحت جنح الظلام بروح معنوية مرتفعة. كان لا يزال زوجها ويكهام الوسيم الشجاع الذي لا يقاوم، وراحت تتحدث عن مستقبلهم معا بكل ثقة تؤكد أن تلك المغامرة هي بداية ازدهارهما وشهرتهما. كانت ليديا دائما مستهترة، وكان من الواضح تماما أنها تتوق مثل ويكهام إلى الهجرة من إنجلترا للأبد. ثم التحقت بويكهام حيث يسكن في حين كان زوجها يسترد عافيته، وما كان تحملها لصلوات مضيفها المبكرة وكذلك صلوات المائدة التي كان يتلوها قبل كل وجبة إلا قليلا، وبعد ثلاثة أيام كانت عربة آل بينيت تقعقع عبر شوارع لندن، وتقترب من الطريق المؤدي للشمال نحو هيرتفوردشاير ولونجبورن.
الفصل السادس
استغرقت الرحلة إلى ديربيشاير يومين؛ حيث إن إليزابيث كانت تشعر بإعياء شديد، ولا ترغب في السفر ساعات طوالا على الطريق. وبحلول منتصف صباح يوم الإثنين التالي للمحاكمة أحضرت العربة عند الباب الأمامي، وبعد أن عبر آل دارسي عن شكرهم الذي كان من الصعب عليهم إيجاد الكلمات المناسبة له، كانوا في طريقهم إلى المنزل. وكانا غافيين في معظم أوقات الرحلة، لكنهما كانا مستيقظين حين عبرت العربة حدود الريف إلى ديربيشاير، وبسرور بالغ من جانبهما كانت العربة تمر عبر القرى المألوفة لهما، وفي الشوارع التي راحا يتذكرانها. كانا يعلمان بالأمس أنهما سعداء فقط؛ أما اليوم فأصبحا يشعران بقوة الفرحة وهي تشع من كل خلية في كيانهما. وما كان وصولهما إلى منزل بيمبرلي ليختلف كثيرا عن رحيلهما عنه. فقد كان الخدم بأكملهم مصطفين وهم يرتدون زيهم الرسمي النظيف المكوي من أجل تحيتهم، وكانت عين السيدة رينولدز دامعة حين انحنت لتحيتهم ورحبت بإليزابيث في صمت حيث كانت مشاعرها أعمق من أن توصف بالكلمات.
Unknown page