Mawt Yazur Pemberley
الموت يزور بيمبرلي
Genres
قال الكولونيل: «تبدو وكأنك راديكاليا بحديثك هذا يا دارسي. ولم أكن أعرف أنك مهتم بأمور القانون أو تهتم بإصلاحه بهذا الشكل.» «ولا أنا أيضا، لكن حين يواجه المرء حقيقة المصير الذي ينتظر جورج ويكهام - كما نفعل الآن - وحين يدرك مدى ضيق الفجوة بين الحياة والموت، فربما من الطبيعي أن يكون المرء مهتما بهذا ومعنيا به.» ثم صمت لحظة، وأردف قائلا: «إن لم يكن هناك شيء آخر لنناقشه، فربما يمكننا الاستعداد للانضمام إلى السيدات على العشاء.»
الفصل الثاني
كان يوم الثلاثاء مبشرا بيوم لطيف مع آمال أن تشرق شمس الخريف خلاله. كان السائق ويلكنسون يتمتع بسمعة طيبة استحقها عن جدارة في التنبؤ بالطقس، وكان قبل يومين قد تنبأ بأن شروق الشمس وبعض زخات المطر ستتبع الرياح والأمطار. وكان يوم الثلاثاء هو اليوم الذي سيلتقي فيه دارسي بجون وولر مديره المالي الذي سيتناول الغداء في بيمبرلي، وبعد الظهر سيمتطي دارسي صهوة جواده ليزور ويكهام، وهو يعرف تماما أن هذا الأمر لن يسر أيا منهما.
وكانت إليزابيث تخطط في أثناء غيابه لزيارة كوخ الغابة مع جورجيانا والسيد ألفيستون، ليسألا عن صحة ويل ويحملا له بعض النبيذ والأطعمة الشهية، حيث أملت هي والسيدة رينولدز أن تثير تلك الأطعمة شهيته. كما أرادت إليزابيث أيضا أن تريح نفسها بأن أمه وأخته لم تتركا وحدهما حين كان بيدويل يعمل في منزل بيمبرلي. وكانت جورجيانا تتوق لتصحبها إلى الكوخ، وفي الحال عرض هنري ألفيستون أن يرافقهما، وهو أمر رأى دارسي أنه ضروري وعرف أن كلتا السيدتين ستجدانه مطمئنا. وكانت إليزابيث تتوق للذهاب في أقرب وقت ممكن بعد تناول الغداء مبكرا؛ فقد كانت شمس الخريف عاملا مساعدا ولا يتوقع أن يستمر، وكان دارسي مصرا على أن تغادر المجموعة الغابة قبل أن يبدأ ضوء الظهيرة في الخفوت.
لكن كان عليها أولا أن تكتب بعض الخطابات، وبعد أن تناولت الإفطار مبكرا، قررت أن تخصص لهذه المهمة بضع ساعات. كانت لا تزال هناك ردود متأخرة على خطابات التعاطف والاستفسار من الأصدقاء الذين دعوا إلى الحفل، وكانت تعلم أن عائلتها في لونجبورن - التي عرفت الأخبار من خطاب أرسله دارسي بالبريد السريع - تنتظر إطلاعها على المستجدات بشكل شبه يومي. وكانت هناك أيضا مهمة إطلاع أختي بينجلي - وهما السيدة هيرست والآنسة بينجلي - على التطورات، لكن يمكن لها على الأقل أن تترك هذه المهمة ليقوم بها بينجلي. وكانت الأختان تزوران أخاهما وجين مرتين في كل عام، لكنهما كانتا منغمستين في متع الحياة في لندن، حتى إنهما كانتا لا تطيقان أن تمكثا لأكثر من شهر في الريف. وقد تعطفتا وتلطفتا أن يتم الترويح عنهما في بيمبرلي حين تكونان في زيارة لهايمارتن. ولكي تتمكنا من التفاخر بزيارتهما، كانت علاقتهما بالسيد دارسي وفخامة منزله وممتلكاته أكثر قيمة من أن يضحى بها في سبيل آمال أو ضغينة مثبطة، لكن رؤية إليزابيث كسيدة بيمبرلي ظلت مذلة لهما، ولم تتمكن أي من الأختين من تحملها من دون ممارسة نوع من ضبط النفس المؤلم، وما كان يريح إليزابيث أن زيارتهما كانت نادرة.
علمت إليزابيث أن أخاهما كان سيمنعهما بكياسة من زيارة بيمبرلي في ظل المحنة الراهنة، ولم يكن لديها شك أنهما كانتا ستظلان بعيدا. ويمكن لجريمة قتل وقعت بين الأسرة أن تقدم شيئا من الإثارة على حفلات العشاء الأنيقة، لكن يمكن توقع القليل من السمعة الاجتماعية الجيدة من قتل وحشي لكابتن مميز في سلاح المشاة، من دون وجود المال أو عروض الزواج لتجعل منه محل اهتمام. وحيث إنه حتى أشد الأشخاص حساسية من بيننا لا يستطيع أن يتخطى سماع الشائعات المحلية البذيئة، فلا يمكن له أيضا أن يستمتع بما لا يمكن تجنبه، وكان من المعروف عامة في كل من لندن وديربيشاير أن الآنسة بينجلي متلهفة في هذا التوقيت بالذات إلى ألا تغادر العاصمة. فقد كان سعيها للحصول على أرمل نبيل يتمتع بثروة كبيرة يدخل مرحلة واعدة للغاية. ولا شك أنه من دون لقب نبله وأمواله كان الرجل ليعتبر الأكثر إثارة للضجر في لندن كلها، لكن لا يمكن للمرء أن ينال ما يتمناه من دون بعض العناء، وكانت المنافسة على ثروته ولقبه وأي شيء آخر يحرص على منحه محمومة لأسباب مفهومة. فقد كانت هناك اثنتان من الأمهات الجشعات تتمتعان بباع طويل في المصالح الزوجية، وتعمل كل منهما بجد نيابة عن ابنتها، ولم يكن لدى الآنسة بينجلي أي نية لأن تغادر لندن في مثل هذه المرحلة الحساسة من المنافسة.
كانت إليزابيث قد انتهت لتوها من كتابة الخطابات إلى أسرتها في لونجبورن وإلى عمتها جاردنر حين جاء دارسي بخطاب وصل مساء أمس بالبريد السريع، لكنه لم يفتحه إلا منذ مدة قصيرة.
وقال لها حين كان يسلمها الخطاب: «نقلت الليدي كاثرين - كما هو متوقع - الأخبار إلى السيد كولينز وتشارلوت، وقد أرفقت خطاباتهما بخطابها. ولا أظن أن خطاباتهما ستثير فيك السرور أو الاندهاش. سأكون في غرفة الأعمال مع جون وولر، لكنني آمل أن أراك على الغداء قبل أن أتوجه إلى لامتون.»
وكانت الليدي كاثرين قد كتبت تقول:
ابن أخي العزيز
Unknown page