ثيسيوز :
ما أشقاني!
ديانا :
هل يكدرك هذا إذا يا ثيسيوز؟ ليس هذا كل ما في الأمر. أنصت واستمع لي. تعلم حق العلم أن أباك قد أجازك ثلاثة مطالب. وقد نفذ واحد منها حينما استنزلت النقمة على رأس ولدك. إنك أكثر الرجال شرا. وما كان أجدرك أن تبقي على هذا الجزاء لواحد من أعدائك. أجاب مطلبك ملك البحر لأنه مرتبط بوعد، وإن يكن لم يرد لك غير الخير . غير أنه يحسبك الآن - كما أحسبك - بعيدا عن الخير؛ لأنك لم تستمع إلى عقيدة أو صوت كاهن أو دليل، ولم تتريث قليلا لتفكر، وإنما دعوت بالنقمة على ولدك بعجلة لا تليق، فقضيت على حياته.
ثيسيوز :
آه لو هلكت معه أيتها الملكة العذراء!
ديانا :
لقد أتيت شيئا إدا. ولكنك قد تظفر بالعفو عما قدمت؛ ذلك لأنها كانت إرادة فينس حينما اشتعل قلبها غضبا. وهذا القانون سائد بين الآلهة: لا يحب أحدها أن يعترض مقصدا عزيزا على الآخر، وإنما يرضخ كل منا لإرادة صاحبه. وإن لم يكن هذا فكن على يقين أني لولا خشية جوف ما تحملت هذا العار الشنيع، وما رضيت أن يموت أحب الأحياء إلى نفسي من بين الجنس البشري بأجمعه. ولكن جهلك شنيع لخطئك، وذنبك خلا من الحقد والضغينة. كما أن زوجك بموتها قد قضت على كل دليل لفظي يقدم ضدها؛ وذلك كي تظفر منك بالتصديق. هذه المصائب تنفجر أولا فوق راسك، ولكنها تجلب لي الحزن كذلك؛ لأن الآلهة لا تسر حين يسقط الصالحون، ولكنا نودي بالمذنبين إلى الدمار ومعهم أبناؤهم وديارهم.
الجوقة :
انظروا! ها هو الشاب الشقي يقبل، ولحمه وشعره الذهبي كله ممزق. ما هذا الحزن الذي ضرب بجرانه فوق هذا المكان؟ إن غما مضاعفا أرسلته الآلهة قد استولى على هذا البيت المحزون.
Unknown page