Masrah Cali Kassar
مسرح علي الكسار (الجزء الثاني): علي الكسار … ومرحلة التألق الفني
Genres
25
في هذه الفترة ظهر الريحاني ظهورا متواضعا - بعد سقوط مسرحيته «مراتي في الجهادية» - حيث قرأنا أن مصطفى حفني مدير مسرح برنتانيا فسخ العقد المبرم بينه وبين الريحاني؛ لأن الأخير لم يلتزم ببعض بنوده ومنها عدم الاستعداد بأي شيء لافتتاح التياترو، ولم يؤلف أية مسرحية جديدة، ولم ينشر في الصحف كلمة واحدة تدل على رجوعه إلى المسرح. وهكذا أصبح الريحاني وفرقته بلا مسرح! فراح يعرض بعض مسرحياته القديمة على تياترو محمد علي بالإسكندرية، ويستغل سفر أية فرقة مسرحية كي يعرض على مسرحها الثابت؛ مثل فرقة عكاشة عندما سافرت إلى الإسكندرية فعرض بعض مسرحياته القديمة على مسرح الأزبكية، كذلك عرض على مسرح دار التمثيل عندما هجره أمين صدقي، ثم نجده يعرض على صالة سينما راديوم، وعلى مسرح الكورسال. كل ذلك في غضون شهرين تقريبا. ومن المسرحيات التي عرضتها فرقة الريحاني في هذه الفترة: «البرنسيس»، «أيام العز»، «الليالي الملاح»، «الشاطر حسن». كذلك كان يمثل أمين صدقي بفرقته بعضا من مسرحياته القديمة على مسرح كازينو مونت كارلو بروض الفرج، ومنها مسرحية «اسم الله عليه»، التي عرضت يوم 26 / 4 / 1926.
26
في مقابل تشتت الريحاني وصدقي بين المسارح المختلفة، وإعادة عروضهما القديمة، قدم الكسار مسرحيته الجديدة الثامنة والأخيرة لهذا الموسم يوم 3 / 6 / 1926 بالماجستيك، وهي مسرحية «الكرنفال»، تأليف حامد السيد وتلحين زكريا أحمد، وتمثيل: علي الكسار ورتيبة رشدي وحامد مرسي وأنصاف رشدي. وكانت المطربة أم كلثوم تغني في بعض عروض هذه المسرحية.
27
طلب الحصول على تصريح الرقابة لتمثيل مسرحية الكرنفال.
الصفحة الأولى من مخطوطة مسرحية الكرنفال.
وإذا كانت مسرحية «الكرنفال» هي آخر مسرحية جديدة قدمتها فرقة علي الكسار في هذا الموسم، فإن نشاط الفرقة الفني استمر ثلاثة أشهر أخرى، فيما يعرف بالموسم الصيفي، الذي قدمت فيه الفرقة إعادة لأشهر مسرحياتها السابقة، بالإضافة إلى مسرحيات هذا الموسم، ومنها: «إمبراطور زفتى»، «ألف ليلة»، «البربري في الجيش»، «الطمبورة»، «ابن الراجا»، «أنوار». وهذه العروض قدمت على مسارح السويس وبور سعيد وميت غمر وطنطا والمنصورة والإسكندرية. بالإضافة إلى سفر الفرقة إلى سورية وفلسطين وعرض مسرحياتها هناك.
28
هذا النجاح الكبير الذي حققه الكسار، أثار غيرة منافسيه، فكتبوا خطابا موقعا بالأحرف الأولى «ز. م. أ.»، ونشروه في مجلة المسرح تحت عنوان «خطاب مفتوح إلى علي أفندي الكسار». وهذا الخطاب من ألفه إلى يائه يقطر حقدا وحسدا من منافسي الكسار؛ بسبب نجاحه الكبير بفضل شخصيته الفنية «البربري»، وقد رد على هذا الخطاب الناقد محمد عبد المجيد حلمي مفندا ما فيه من مغالطات.
Unknown page