187

قالت: «أنت لا تستطيع أن تنساها ... أنت تحبها.» «لا أعرف ماذا أفعل.»

كانت مسرورة أنها فقط تستطيع سماعه يتحدث. قالت: «عليك أن تذهب وتحاول مرة أخرى.»

قال: «لا يوجد ما يضمن أنني سأستطيع البقاء هناك ... لا أستطيع أن أطلب منك أن تنتظريني.»

قالت ترودي: «لا ... إذا رحلت، فهذه هي نهاية الأمر.» «إذا رحلت، فهذه هي نهاية الأمر.»

بدا مشلولا. شعرت أنه ربما سيبقى جالسا في مكانه، يكرر ما قالت، ولن يستطيع أن يتحرك أو ينطق أبدا بشيء آخر.

قالت: «إذا كان شعورك هكذا، فهذا هو كل ما في الأمر ... لست مضطرا إلى الاختيار. لقد اخترت بالفعل.»

نجح ذلك. نهض متصلبا، جاء إليها، وطوقها بذراعيه. مرر يده برفق على ظهرها.

قال: «هيا نعد إلى الفراش ... يمكننا أن نستريح قليلا.» «لا. عليك أن تكون قد رحلت عندما تستيقظ روبين. إذا عدنا إلى الفراش، فسيبدأ الجدال بيننا من جديد.»

صنعت له ترمسا من القهوة. حزم الحقيبة التي كان قد أخذها معه قبل ذلك. بدت جميع حركات ترودي ماهرة ورائعة، مثلما لم تكن من قبل، في الغالب. كانت تشعر بهدوء نفسي. كانت تشعر كما لو كانا زوجين هرمين يتحركان في تناغم، في حب صامت، متجاوزين الألم، متجاوزين الغفران. لم يكن وداعهما صعبا. ذهبت معه إلى الخارج. كانت الساعة بين الرابعة والنصف والخامسة؛ كانت السماء تبدأ في الإشراق، والطيور في الاستيقاظ، وكان كل شيء غارقا في الندى. كانت الآلات المسالمة الكبيرة تقف هناك، عالقة في أخاديد الطريق.

قالت: «لعل ما هو طيب في الأمر أنك لم تخرج في الليلة السابقة؛ لم تكن ستستطيع أن ترحل.» كانت تعني أن السير في الطريق كان مستحيلا. مهدوا أمس فقط مسارا ضيقا لسير المرور المحلي عليه.

Unknown page