ثمة شيء مهم جدا مفقود في ذاكرة سام حول هذا الصباح؛ الدماء. ليس لديه أي شك في عذرية كالي، متذكرا محاولات إدجار المستميتة، ثم محاولاته هو، اللكزات والنخسات والحيرة. كانت كالي ترقد تحتهما الواحد تلو الآخر، نصف رافضة، ونصف راغبة، محتملة إياهما، لا تشتكي من وجود أي نزف. لن تفعل هذا أبدا. لكن لن تفعل أي شيء، على وجه الخصوص، للمساعدة.
قال إدجار في صوت جاد: «افتحي رجليك .» «هما مفتوحتان بالفعل.»
ربما يرجع السبب في عدم تذكره للدماء إلى عدم وجود أي دماء. لم يصلا إلى هذه المرحلة. كانت كالي شديدة النحافة، لدرجة أن عظام حوضها كانت بارزة، لكن كالي بدت لسام عريضة، وعويصة، ومعقدة تماما. باردة ولزجة حيث بللها إدجار، وجافة في المناطق الأخرى، وبها مناطق ناتئة وأخرى متدلية وأخرى مسدودة على نحو غير متوقع؛ بدا ملمس جلدها كملمس الجلد المدبوغ. عندما تذكر ذلك لاحقا، لم يكن متأكدا بعد أنه قد عرف طبيعة مضاجعة الفتيات. كان الأمر كما لو كانا قد لهوا مع دمية أو جرو متذمر. عندما نهض من فوقها، رأى أن ما بدا له من جلدها قد اقشعر، وقد بدا الشعر فيه وكأنه ميت. أيضا، لاحظا أن منيهما أغرق إحدى فردتي جوربها. مسحت كالي نفسها باستخدام إحدى خرق نفض التراب - بافتراض أنها خرقة نظيفة - وقالت إن الأمر يذكرها بتنظيف مخاط الأنف في منديل.
قال سام: «أنت لست غاضبة، أليس كذلك؟» قاصدا بعبارته هذه ذلك المعنى جزئيا، وجزئيا يعني: أنت لست غاضبة بحيث تخبري أحدا؟ «هل آلمناك؟»
قالت كالي: «أستطيع تحمل ما هو أشد إيلاما من هذا الشيء الغبي.»
لم يعد أحد يذهب للتزلج بعد ذلك. صار الطقس لطيفا جدا. •••
اشتد مرض الروماتيزم على الآنسة كرناجان. ازداد العمل الملقى على عاتق كالي. أصيب إدجار بالتهاب في اللوزتين ومكث فترة في المنزل ولم يذهب إلى الكلية. أدرك سام، الذي صار يذهب بمفرده إلى الكلية، كيف صار يستمتع بالدراسة في الكلية. كان يحب صوت الآلات الكاتبة؛ وقرع الأجراس، وصوت العربات. كان يحب تخطيط صفحات دفاتر الحسابات بقلم من نوع خاص، واضعا الخطوط السميكة والعادية المطلوبة. كان يحب على نحو خاص التوصل إلى النسب والجمع السريع لأعمدة من الأرقام، وحل مسائل السيد س والسيد ب، كان يمتلك الأول مخزن أخشاب والثاني سلسلة من متاجر بيع الأدوات المعدنية.
لم يذهب إدجار إلى الكلية قرابة ثلاثة أسابيع. عندما عاد، كان قد تخلف في كل شيء. كانت كتابته على الآلة الكاتبة أبطأ ، وأكثر أخطاء عما كانت عليه وقت الكريسماس، كان يلطخ المسطرة بالحبر، ولم يكن يفهم جيدا جداول أسعار الفائدة. بدا فاتر الهمة يائسا، يحدق باستمرار خارج النافذة. لانت له قلوب الأستاذات بسبب مظهره - صار لونه فاتحا وأكثر شحوبا منذ مرضه، حتى شعره ازداد شقرة - ولم يحاسبه أحد على تراخيه وعدم كفاءته لبعض الوقت. بذل بعض الجهد لتحسين الوضع، وذلك بتأدية فروضه من آن لآخر مع سام، أو كان يذهب إلى غرفة الكتابة في وقت الظهيرة للتدرب. لكن لم يدم أي تحسن، أو حتى كان كافيا. فقد أخذ إجازات عديدة.
بينما كان مريضا، تلقى إدجار بطاقة بريدية يدعو له من أرسلها بالشفاء. كان عليها تنين أخضر يرتدي بيجامة مخططة ممددا في الفراش. في الجانب الأمامي من البطاقة، كانت الكلمات الآتية مكتوبة: «آسفة لسماعي أنك مريض»، وفي الجزء الخلفي للبطاقة كان مكتوبا الآتي: «آمل أن تتعافى سريعا.» أسفل البطاقة، كان مكتوبا بالقلم الرصاص، كريسي.
لكن كانت كريسي في ستراتفورد، تتلقى تدريبا حتى تصبح ممرضة. كيف كان لها أن تعرف أن إدجار كان مريضا؟ جاء الخطاب، عليه اسم إدجار، عبر البريد وعليه ختم بريدي محلي.
Unknown page