مسلما وكان سائر الأنبياء مسلمين كما رأيت منذ حين. فلم يكن إسلام الأنبياء جميعا طاعة ظاهرة، وإنما كان إسلامهم أوسع وأعمق وأصدق ما يمكن أن يكون الإسلام.
وإسلام الصالحين من أصحاب النبي كذلك لم يكن كإسلام الأعراب ضيقا يقف عند الطاعة الظاهرة وإنما كان أوسع وأعمق من هذا.
ومن أجل ذلك تحدث الله عنهم في القرآن حين قال في سورة الفتح:
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ؛ فهم قد كانوا بايعوا رسول الله على الموت، طابت أنفسهم عن ذلك استجابة لله ورسوله. وتحدث الله عنهم أيضا بأنه رضي عنهم ورضوا عنه.
وللإسلام بعد ذلك معنى آخر أخص جدا من هذا، فهو علم على الدين الذي يرضاه الله لعباده.
وقد نص الله ذلك في قوله من سورة المائدة:
اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .
وفي قوله من سورة آل عمران:
إن الدين عند الله الإسلام .
وقد ذكر الله شيئا ثالثا في القرآن وهو الإحسان وذلك في قوله من سورة النحل:
Unknown page