264

============================================================

تاات ال قال الإسكافي: يقدر الله على الظلم إلا أن الأجسام تدل بما فيها من العقول والنعم التي أنعم الله بها على خلقه أن الله لا يظلم، والعقول تدل بأنفسها على أن الله ليس بظالم، وأنه ليس يجوز أن يجامع وقوغ الظلم منه ما دل لنفسه، على أن الظلم لا يقع منه، فإذا قيل له: فلو وقع منه الظلم كيف كانت تكون القصة؟ قال: كان يقع والأجسام معراة من العقول التي دلث بأنفسها ولعينها على أنه لا يظلم. وبهذا أقول.

وكان أبو موسى يقول: لو ظلم مع وجود الدلائل على أنه لا يظلم، لدلث إذذاك على أنه يظلم. وبه يقول جعفر بن حرب.

5/ وقال بعض المتكلمين: يقدر الله على أن يفعل العدل وخلافه والصدق) وخلافه.

فإن قال القائل: أمعكم أمان من يفعل ما يقدر عليه؟ قيل له: نعم، ما ظهر من حكمته وأدلته على نفي الظلم والكذب عن نفسه.

فإن قالوا: يقدر على الظلم مع الدليل على أنه لا يفعله؟ قيل له: يقدر مع الدليل أن يفعله منفردا من الدليل، إلا بأن قد يتوهم الدليل دليلا، والظلم واقعا وعلمثم كائنا مع علمك بأنه غير كائن، ومحال أن يجتمع التوهم بوقوعه والتوهم بأنه غير واقع، ولا يجوز اجتماع هذين التوهمين وهذين العلمين في قلب واحد.

قال: ونظير ذلك أن قائلا لو قال: يقدر من أخبر الله أنه لا يؤمن أن يفعل الإيمان مع وجود الخبر، قيل له: يقدر مع وجود الخبر أن يفعل الإيمان، لا بأن يتوهم وقوع الإيمان ووجود الخبر ولكن على أن يتوهم وقوع الإيمان مفردا من وجود الخبر.

Page 264