فتوقع بولتون خطرا عظيما وقال: السير روبرت فالدن؟
قال: نعم. أنا هو؛ فإنك اتخذت كل أسباب الاحتياط. لكنك نسيت أن تقفل بالمفتاح هذا الباب.
فوضع الطبيب يده على قبضة حسامه وجرد السير روبرت حسامه ببطء وقال: لك الخيار الآن بين أن تعطيني هذه الزجاجة وبين أن تموت؛ فإني لا أريد أن يعود روجر إلى الحياة في هذه الليلة.
وقد مشى بحسامه إلى الطبيب؛ فجرى بينهما قتال عنيف لم يكن يسمع في خلاله غير صوت أنفاسهما.
وكان بولتون يقاتله وهو يرتعد خوفا على روجر ويقول في نفسه: إنه إذا قتلني مات روجر.
فكان هذا الخاطر يشدوه في القتال، ولكن السير روبرت كان من أشهر رجال السيف، وقد عول على قتل بولتون وكسر الزجاجة.
وفيما هما يتقاتلان صاح بولتون صيحة يأس هائلة فإن حسامه قد انكسر، وشعر برأس حسام السير روبرت على صدره وسمعه يقول: إني لست من الذين يقتلون الناس غيلة، ولكن أقسم بالله إنك إذا لم تعطني الزجاجة قتلتك دون إشفاق.
فتراجع بولتون إلى الوراء واحتمى وراء كرسي كبير وهو يقول: من لي بسيف ... رباه لا تقض بموت هذا البريء.
وعند ذلك فتح الباب الذي دخل منه السير روبرت بعنف، ودخلت منه توبسي ربيبة السير روبرت وهي تحمل سيفا؛ فأسرعت بإعطائه إلى الطبيب وهي تقول: وأنا أيضا لا أريد أن يموت روجر؛ فقد أنقذني من الموت، وأنا أحبه.
فأخذ السيف من يدها، وعاد الاثنان إلى القتال بأشد عنف. •••
Unknown page