165

فضحك البرنس وقال: لقد كنت أحسب أن أعمال هذه الطائفة مقصورة على التجول في الشوارع والرقص في الطرقات. - كلا يا مولاي؛ إذ يوجد واحد منهم من كبار الجوهريين. - حسنا. - ويوجد واحد منهم من الصيارفة. - وبعد ذلك؟ - وآخر من القضاة. - لم أجد إلى الآن موضع الضرر. - وأخيرا، فإن واحدا منهم يجلس مع النواب في مجلس اللوردية. - ما هذا القول؟ ألعلك فقدت صوابك؟ - كلا يا مولاي، بل إني أقول الحق. - ألديك برهان على ما تقول؟ - دون شك. - إذن أنت تعتقد أنه يوجد نوري بين أعضاء اللوردية؟ - هو ذاك. - إنك تروي لنا حادثا جللا، فكيف يكون هذا الانتحال؟ - إنه ابن أحد اللوردية، ولكن أمه النورية ولدته سفاحا، فحل محل ولده الشرعي. - إنك إذا استطعت أن تبرهن لي عن ذلك طردت جميع النورية من المملكة. - وإني ألتمس منك أن تأذن لي بتقديم هذا البرهان. - ولكني أريد قبل ذلك أن تذكر لي اسم هذا المنتحل. - إنه يدعى روجر دي إسبرتهون، وهو على يمينك يا مولاي.

أما روجر فإنه لم يبد عليه شيء من علائم الاضطراب، بل إنه نظر إلى البرنس وقال له بملء السكينة: إني أرى يا مولاي ما يراه سموكم، وهو أن السير روبرت فالدن قد فقد صوابه.

ومع ذلك؛ فإنه إذا استطاع أن يبرهن أني نوري رضيت أن أطرد مع طائفتي.

فأجابه البرنس قائلا: لا شك أن السير روبرت اغتر بأقوال تلك النورية المجنونة التي أتتك يوم عودتك من أميركا، فذكرت ولدها الميت، وادعت أنها أمك.

فقال السير روبرت: إنها كانت تقول الحق يا مولاي. - هات برهانك. - أتأذن لي يا مولاي أن أدخل رجلا كان في خدمة اللورد إسبرتهون حين كان حاكم الهند، فهو يثبت أن روجر الحقيقي، أي أن ابن اللورد الشرعي قد مات. - أين هو هذا الرجل؟ - في الردهة يا مولاي.

فأصدر البرنس أمره بإدخال العبد، ولكنه قبل أن يدخل أزيحت ستارة بجانب الباب وظهر رجل مختبئا وراءها وهو بملابس فرسان الملك؛ فنظر إلى العبد نظرة منكرة، ثم رفع سبابته على فمه يأمره بالتكتم، ودخل وراء الستارة.

وقد ارتجف العبد حين رأى هذا الرجل واصفر وجهه الأسود، ثم أطرق برأسه إطراق المستسلم للقضاء ودخل، فقال له البرنس: ماذا تدعى أيها الرجل؟ - ألينيو. - أكنت في خدمة اللورد إسبرتهون في الهند؟ - نعم يا مولاي. - أكان له ولد؟ - نعم يا مولاي. - وهذا الولد مات؟ - لا أعلم.

فتوهجت عينا السير روبرت من الغضب لهذا الجواب غير المنتظر، وقال له: ويحك أيها الشقي! ألم تقل لي إنه ...

قال: لقد قلت لك يا سيدي إن حية لسعته وإنه كان مريضا. - بل قلت لي إنه مات. - لا أعلم يا سيدي إذا كان قد مات؛ فقد طردوني من القصر في اليوم نفسه، وكان الطفل لا يزال في قيد الحياة .

فاصفر وجه السير روبرت، ووضع يده على جبهته، فابتسم البرنس وقال لروجر: اطمئن أيها المركيز فقد ثبت لنا الآن جنون السير روبرت فالدن.

Unknown page