Ma Hiya Sinima
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
Genres
21
استخدم سارتر الصورة نفسها، «تمثال الشمع المثقوب بدبوس، وثيران البيسون المقدسة المرسومة على الجدران لجعل الصيد وفيرا.»
22
وضع بازان خطوطا تحت هذه الجملة، ووضع الفقرة كلها بين قوسين، ثم غيرها ليخدم غرضه المختلف. أعلم أن بازان اشتبك مع هذا الكتاب لأنه في نسخته من «التخيل» المطوية بعناية عند صفحة 38، وجدت موميائي؛ ورقة من الملاحظات كتبها بازان بعناية وعنونها: «التصوير الفوتوغرافي؛ «الممثل التناظري»؛ «النظير» (سارتر)». يبدأ بازان ملاحظاته بقبول تفرقة سارتر بين الصورة بصفتها «لا شيء» شفاف، أو أداة تحيل نظير موضوعها مباشرة إلى الوعي، وبين فكرة الصورة بوصفها «شيئا ما» أبيض وأسود تتسبب خواصه المادية (علامات الإضاءة والظل) في رؤيتنا له بشكل لحظي في هيئة جسم؛ مثل أي جسم آخر، مثل بساط أو قطعة من ورق الحائط. لا يهتم بازان ولا سارتر بالصورة بصفتها جسما؛ لكن النظير هو ما يثير اهتمامهما كليهما، لكن النظير يشير إلى اتجاهين مختلفين، ويختلف هذان الرجلان في كيفية مناقشته. يرفعه سارتر مباشرة نحو التخيل حيث يثير هذا ارتباطات بطريقة متميزة من الأنواع الأخرى من الوعي بالصورة. أما بازان فيذهب في الاتجاه الآخر نحو مصدر الصورة، موضحا كيف أن نظير الصورة يهبط بنا مرة أخرى إلى العالم الذي انتزعت منه. برأي سارتر، تخفت الصورة بسرعة إلى العدم للدرجة التي تنجح فيها في جعلنا ننتبه إلى النظير الذي يستهلكه بدوره التخيل الحر حيث تفعل الذاكرة والعاطفة والصور الأخرى فعلها. أما بازان الأقل اهتماما بحرية الخيال فيركز على قوة الصورة في تضخيم إدراكنا أو ملاحظتنا، وهو ما «يعلمنا» ما لم تكن أعيننا لتلحظه وحدها. يوسع التصوير نطاق ما يسميه سارتر «التدرب على الرؤية»، وهو أمر نفاه عن الصورة العقلية. يقول بازان إن تخيلاتنا يمكنها استيعاب الواقع الذي تلمح إليه الصورة. خذوا، على سبيل المثال، الصور غير الاحترافية التي تؤخذ في لحظة وقوع كارثة أو خطر. في مثل هذه الحالات، ربما تبدي لنا الصورة القليل جدا لكنها تؤدي الوظيفة نفسها تماما التي تؤديها «النسخة السالبة» من «المغامرة المحفورة بعمق».
23
لا شيء أكثر من ذلك يمكن للمصور أن يصنع له فيلما من حدث نشعر بأن تأثيره أشد بسبب الصورة المهتزة والحذف. تعلمت أفلام الرعب أن تنتج أثر مثل هذه الصور المشوشة.
تتيح صفحة ملحوظات بازان مثالا مختارا بذكاء لصورة، وهي فرن لاندرو؛ المعروف باسم اللحية الزرقاء. هذا الجسم سيئ السمعة، نقلته الشرطة من مكانه الحقيقي في عام 1921، وهو قبو لاندرو، ليوضع في قاعة المحكمة؛ حيث استخدم لتأييد الادعاء. والآن، بعد مرور عقدين، أصبحت الصورة التي تبرز هذا الشيء وثيقة الصلة بقضية أخرى؛ قضية فلسفية. هكذا انتزع الفرن مرتين من السياق الذي اختير من أجل استحضاره (تلك الأوقات في القبو - وهي عشر مرات لتوخي الدقة - التي كان يشعل فيها، كما يقال، للتخلص من الضحايا النساء). يصف بازان الصورة بأنها «وثيقة»، تدخل من مكان آخر يعلن عن الحاضر ، واضعا حرية التخيل في موضعها الصحيح. بازان هنا أقرب كثيرا إلى برتون، ودالي، وباتاي، وبنيامين، منه إلى سارتر. في عام 1943، أطلق أصدقاء بازان عليه لقب سريالي ممارس،
24
ونشر جورج باتاي مقال بازان المعنون «أسطورة السينما الشاملة» في عام 1946.
25
Unknown page