وأدركت أني أخطأت بالسؤال. أي نوع من الرقص حقيقة؟! كما لوكان ثمة غيره.
تصرفت بسرعة وبراعة. طمعت في أن تشهدا لصالحي؛ فعندما لم أجد ما أحزم به وسطي، خلعت رباط رقبتي، وعقدته حول خصري فوق عظام الحوض مباشرة، حيث يتمتع الجسم بمرونة بالغة. وراعيت أن أجعل العقدة على الجانب كما تفعل الراقصات المحترفات. وسرعان ما اكتشفت أن لهذا الوضع ميزة كبرى؛ فهو يكاد يفصل البطن عن الردف، ويعطي لكل منهما قدرة كبيرة على الحركة المستقلة.
انطلقت أهز وسطي وأنا أرفع كعبي قدمي قليلا عن الأرض، متطلعا إليهما من فوق كتفي، بينما أشرعت ذراعي إلى أعلى وشبكت يدي فوق رأسي. ورقصت في حماس بعض الوقت، بل حاولت أن أطرقع بأصابع يدي بعد أن ضممت سبابتيهما. وكنت منهمكا في ذلك فلم أعرف انطباع الأعضاء.
تكلم الرئيس الذي لا يسمع ولا يرى فجأة قائلا وهو يلوح بيده: «كفى.»
عندئذ مال أحد العسكريين الذي كاد وجهه يختفي تماما خلف عوينات سوداء كبيرة، وخاطبني قائلا: «إننا نعرف من الأوراق التي أمامنا كل شيء تقريبا عنك، لكن هناك شيء واحد ما زلنا نجهله؛ وهو أين كنت في ذلك العام؟ فهل لك أن تخبرنا؟»
تشاغلت بنزع رباط عنقي عن خصري وعقده حول رقبتي وأنا أفكر بسرعة في العام الذي يعنيه؛ ففي حدود معرفتي بلغة اللجنة، لم يكن اسم الإشارة الذي استخدمه يشير إلى العام الذي نحن فيه. وطالما أنه لم يذكر عاما بعينه؛ فلا بد أنه تعمد ذلك، وبهذا يكون الأمر شركا نصب لي، خاصة وأني لا أتصور أن يكون ثمة نقص في التقارير المرفوعة عني.
لم يكن في وسعي أن أستفسر عن العام الذي يقصده، وإلا أكون قد وقعت في الفخ. وتعين علي أن أحدده بمفردي وبأسرع ما يمكن.
بدت لي المسألة صعبة للغاية، وقررت أن المخرج الوحيد هو أن أستبعد بعض الأعوام المحتملة مثل 48 و52 على أساس عمري في ذلك الحين؛ وبذلك أضيق من دائرة البحث. بقيت أمامي أعوام 56 و58 و61 و67. وقبل أن ينتابني اليأس خطرت لي إجابة موجزة لا تبعد عن الحقيقة كثيرا.
قلت: «في السجن.»
ويظهر أن إجابتي، على إيجازها، كانت مفحمة؛ فلم يسألني أحد شيئا. وتبدد جانب من الجو العدائي الذي جابهني في البداية، أو هكذا خيل لي. وإن كنت قد احترت في تفسير النظرة التي لمحتها في العينين الملونتين للعضو الأشقر، وهيئ لي أن بها شيئا من السخرية.
Unknown page