Khulasat Tarikh Yunan Wa Ruman
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Genres
وما زال الباباوات في رومية زمنا طويلا محصورة قوتهم في المواد الدينية، لكن غريغوريوس الثالث قاوم إمبراطور اليونان الذي كان حاكما على إيطاليا، وجعل للكرسي الباباوي الحق بالسلطة الدنيوية على رومية، وكان ذلك سنة 731، وأخذ الباباوات من ذلك الحين يزدادون قوة ونفوذا فبلغوا سنة 760 مبلغا عظيما من الثروة، فازداد نفوذهم وتقلدوا بدل التاج ثلاثة تيجان الواحد فوق الآخر دعوها التاج المثلث، وكانوا إذا أرادوا الركوب على خيلهم جعلوا الملوك والإمبراطورين يمسكون لهم الركاب.
وفي سنة 1077 ألزم البابا غريغوريوس السابع الملك هنري الرابع إمبراطور جرمانيا أن يقف ثلاثة أيام من أبرد أيام الشتاء حافيا أمام باب قلعته التماسا للعفو، وفي سنة 1191 رفس أحد الباباوات تاج أحد الإمبراطرة برجله وهو جاث أمامه؛ ليظهر له أن البابا يمكنه أن يولي الملوك ويعزلهم حينما يشاء.
وفي سنة 1100 قرر أحد باباوات رومية أن لقب البابا لا يعطى إلا لأسقف رومية، وفي ذلك الحين كانت سلطة الباباوات على معظمها، وما زالت سلطتهم في مثل ذلك أربعمائة سنة يأمرون وينهون ولا مرد لقضائهم.
وفي أثناء ذلك كان الظلمة الأدبية متسلطة على أوروبا وآسيا وأفريقيا، ومع أن رومية إذ ذاك كانت مركز البابا ومرجع السلطة، فقد كان أهلها على جانب من الغباوة والانحطاط، وأخذ الإصلاح ينتشر منذ بداية القرن السادس عشر غير أنه لم يتم حتى سفكت من أجله دماء غزيرة، أما الآن فإن البابا لا يزال رئيسا للكاثوليكية الرومانية، وأصبحت رومية منذ سنة 1879 قسما من مملكة إيطاليا، ومدينة رومية الآن يبلغ محيطها ثلاثة عشر ميلا، ويظهر عليها ملامح الخراب، وفيها كثير من آثار القصور والهياكل القديمة الرومانية، ويظن أن كثيرا من التماثيل الهائلة مدفون تحت ترابها.
أيالات إيطاليا القديمة
كانت تقسم إيطاليا إلى عدة ممالك صغيرة مستقلة، ولكل من هذه الممالك أو الأيالات تاريخ مستقل، وهاك ملخص تاريخ بعض منها.
من هذه الممالك مملكة نابولي، وتشتمل على جزيرة سيسيليا والطرف الجنوبي لشبه جزيرة إيطاليا، أما تاريخ هذه المملكة بعد انفصالها من المملكة الرومانية فقليل الأهمية.
وفي سنة 1859 اتخذ فيكتور عمانوئيل الثاني ملك سردينيا ولاية لومبارديا، وهم قسم من ولايات البابا ودوكية بارما ومودينا، وسنة 1860 أخذ دوكبة تسكانا ومارش وأومبريا ونابولي وحكم فيها بلقب ملك إيطاليا، وتوفي سنة 1878 وخلفه ابنه أومبرتو الأول.
أما تاريخ البندقية (فينيسيا) فأكثر أهمية، وذلك أن برابرة الشمال لما فتحو إيطاليا سنة 452 كان في جوار فينيسيا الآن شعوب تسكن الغياض والآجام على سواحل البحر، وكانوا يعيشون على صيد السمك واصطناع الملح والتجارة.
وفي سنة 809 ابتدءوا ببناء مدينة البندقية على جزيرة تدعى ريلتو، ونقلوا إلى ذلك المكان كل أموالهم، وما زالوا ينتشرون عددا ويقوون حتى صارت البندقية أيالة من أعظم أيالات العالم.
Unknown page