وكان أبو الربيع من علماء المغرب والربيع بن حبيب المحدث رحمهم الله تعالى يسجدان بعد كل صلاة فجرا أو عصرا، ولو لم يسهوا، بناء على أن الممنوع في الوقفتين الصلاة لا السجود بلا صلاة، وبناء على تنزيل غرور قلبه عن بعض الصلاة منزلة السهو، وهذا الأخير لا يستقل بل يحسن مع مراعاة جواز السجود بلا صلاة بعد الوقتين، كما أجاز بعضهم قضاء الصلاة بعدهما ولو لم ينس أو يتم. وما للنوم أو النسيان أداء لا قضاء. كما أجاز سجود التلاوة بعدهما. وأما حال الطلوع والغروب والتوسط فلا صلاة ولا سجود. وأما ترك عامتكم السجود <2/ 43> بعد العصر وبعد الفجر فلعلمهم أنه لا صلاة بعدهما، وأخطؤوا إذ كانوا يسجدون سجدتين ولو سهوا في المغرب وفي سنته جميعا، وربما سجدوا بعد السنة ولو لم يسهوا فيها ولا في المغرب، وكذا أهل هذه البلاد يسجدون بعد الفجر والعصر ولو لم يسهوا، وبعد الظهر والعشاء والوتر وبعد كل صلاة، إلا المغرب فلا يسجدون بعدها بل بعد السنة سجدتين فقط سهوا أو لم يسهوا. وقد علمت ما هو الحق والله المستعان والأحسن السجود بعد الظهر والعشاء والوتر وسنة المغرب ولو لم يسه. وإذا سها سجد وإذا سجد في المغرب سجد عقبها ولا يؤخر إلى تمام السنة.
وسئل بما نصه: ما الصحيح في التحيات الجهر أم السر؟
الجواب: الصحيح السر وإلا ظهر الجهر لأنه صلى الله عليه وسلم يخاطبهم في بعض أمور التحيات ويجيبهم، ولولا الجهر لم يكن ذلك. وتمام التحيات: «عبده ورسوله» وما بعد ذلك ليس من التحيات يسر به أو يجهر، والأصل الجهر.
وقال في موضع آخر: ويتأكد سجود السهو بعد ثلاثة المغرب لمن سها، ويجوز تأخيره، وأخطأ من قال بخلاف ذلك من العامة، والأفضل أن لا يسجد بعدهن إن لم يسه، وهذا الكلام تكلمت به على ما شهر بعضه في الكتب وبين الناس ولا بأس به. انتهى المراد منه.
....................................
....................................
Page 13