Karahiyya Sadaqa Ghazal Hubb Zawaj
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Genres
مرت دقيقتان أو ثلاث دون أن يظهر أي شخص. ربما يكون لديهم عين سحرية يختلسون منها النظر إليها، اعتقادا منهم أنها لم تكن من نوعية زبوناتهم المعتادة، ويأملون أن تنصرف.
لن تنصرف. تحركت بعيدا عن انعكاس المرآة - وخطت فوق مشمع الأرضية القريب من الباب إلى سجادة كثيفة الوبر - وأخيرا فتحت الستارة الموجودة في مؤخرة المتجر وخرجت من ورائها السيدة ملادي بنفسها، مرتدية تاييرا أسود بأزرار لامعة. كانت تخطو على حذاء عالي الكعب، بكاحليها النحيفين يحيط بهما بإحكام جورب من النايلون كأنه قشرة فاكهة، وشعرها الذهبي ملموم إلى الخلف بعيدا عن وجهها المزين بالمساحيق. «فكرت أني قد أجرب التايير المعروض في الفاترينة!» هكذا قالت جوهانا بصوت سبق أن تدربت عليه، وأضافت: «الأخضر اللون!»
قالت المرأة: «آه، إنه تايير بديع، المعروض في الفاترينة مقاس عشرة. أما أنت فيبدو أن مقاسك ... ربما أربعة عشر؟»
تحركت بخطوات مزعجة إلى ما وراء جوهانا، نحو جانب من المتجر حيث علقت الثياب العادية، الأطقم وفساتين النهار. «أنت محظوظة. مقاس أربعة عشر موجود.»
كان أول ما فعلته جوهانا هو النظر إلى بطاقة السعر. أغلى بمرتين مما توقعته، ولم تكن تنوي التظاهر بعكس ذلك. «إنه غالي الثمن.»
قالت المرأة: «إنه من أفخر أنواع الصوف.» ثم راحت تنبش هنا وهناك حتى عثرت على بطاقة الصنف، ثم قرأت وصفا للخامة لم تعره جوهانا أذنا مصغية لأنها كانت مدت يديها إلى الحاشية لتفحص الصنعة. «ملمسه كالحرير، لكنه يتحمل كالحديد. يمكنك أن تري أنه مبطن جيدا في كل موضع، بطانة بديعة من حرير طبيعي وحرير صناعي رقيق. لن تجديه يتجعد ويتكسر في المقعد ولن يترهل كما يحدث للأطقم الرخيصة. انظري إلى مخمل طيات الأكمام والياقة والأزرار المخملية الصغيرة على الكم.» «أراها.» «هذه هي التفاصيل الصغيرة التي تدفعين مقابلها، لا يمكن الحصول عليها بطريقة أخرى. كم أحب لمسة المخمل! إنها موجودة فقط على الطقم الأخضر، تعرفين، الطقم المشمشي لا يتحلى بها، على الرغم من أنهما بنفس السعر تماما.»
في عيني جوهانا، كانت حلية المخمل في الكمين والياقة في الحقيقة هي ما أعطت الطقم لمسة الترف اللطيفة التي جعلتها ترغب في شرائه. لكنها لن تقول هذا. «ربما من الأفضل أن أجربه!»
هذا ما كانت قد جاءت وهي مستعدة للقيام به على كل حال. ثياب داخلية نظيفة وبودرة تلك طازجة تحت إبطيها.
كانت المرأة من الكياسة بما يكفي لأن تتركها وحدها في المقصورة الساطعة الضوء. تجنبت جوهانا النظر إلى المرآة كأنها السم إلى أن بسطت التنورة وزررت السترة.
في البداية اكتفت بالنظر إلى التايير. كان على ما يرام. كان المقاس ملائما، التنورة أقصر مما اعتادت عليه ولكن ما اعتادت عليه لم يكن على الموضة. لم يكن هناك مشكلة في الطقم ذاته، المشكلة كانت فيما ينتأ خارجا منه؛ رقبتها ووجهها وشعرها ويديها الكبيرتين وساقيها الغليظتين. «كيف الحال معك؟ أيمكنني إلقاء نظرة؟»
Unknown page