233

Kanz al-kitāb wa-muntakhab al-ādāb (al-safar al-awwal min al-nuskha al-kubrā)

كنز الكتاب ومنتخب الآداب (السفر الأول من النسخة الكبرى)

Editor

حياة قارة

Publisher

المجمع الثقافي

Publisher Location

أبو ظبي

Genres

يا فَرْحَةَ الثَّغْرِ بِالمَلْكِ المؤَيَّد بَلْ ... يافرحةَ الدِّين وَالدُّنْيا بإسْحَاقَا
لمَّا تَجَلَّى رَأتْهُ عَيْنُ طَاعتنَا ... جَمرًا فَأَعْضَاؤُنا قَدْ صِرْنَ أَحْدَاقَا
لَكِنَّمَا مُقْلَةُ الإِذْفُنْشِ قَدْ شَخَصتْ ... فَمَا تُدِيرمن الإِطْرَاقِ حِمْلاَقَا
في قَلْبِهِ مِنكَ نِيرَانٌ مُسَعَّرَةٌ ... تُفْنِي الجَوَانِحَ إِلْهَابًا وَإِحْرَاقَا
نَزْلُ الجَحِيمِ أَتَاهُ قَبَلَ مَهْلَكهِ ... فإِنْ تَمَادَى بِهِ كُفْرٌ فَقَدْ ذَاقَا
في أبيات غير هذه، وفي قصائده انطباع وتطويل، يشهدان له بالتقديم والتفضيل. وقد أثبت من
كلامه في هذا الديوان ما يعذُبُ سماعُه، ويحسن استطلاعه.
وكتب أبو النصر:
أطال الله بقاء الأمير الأجل صفوة المجد الصميم، وغُرَّةِ الزَّمَنِ البهيم الذي استظهرتِ المعالي بعُلياه،
وفَخَرَتِ الأواخر على الأوائل بِلُقْياه، للملك يُبْرئُه من أوْصابِه ويُبْقيه في قِصابه، ويَقيه من استلابه
واغتصابِه.
قد تحولت الرئاسة، أيدك الله، إذْ تحولت عنها حِوَلًا، وعاثَتْ فيها الأيامُ، وكانت لها خَوَلًا، فعادتْ
كالأفْقِ غابت شمسه، والجسد ذهبتْ نفسه، والأنامل عَدِمَتْ ظُفْرًا، والدِّيارِ الأوائل أصبح أهلها سفر
المُحَصِّبِ غداة النَّفْر، أوْ كنصيبِ بَعْلِ ليلى بالجَفْرِ فهي تبدو كالمعصم فارقه السوار، والكِمام تساقَطَ
عنه النُّوَّارُ. لا تتحركُ من سكونها، ولا تَأوي طيرُ الآمال إلى وكونها. وكيف

1 / 301