وصفق له ويل وقال: حسنا. - سوف أواصل الثورة التي بدأها منذ مائة عام الجد الأكبر للدكتور روبرت عندما قدم إلى بالا وعاون جدي الأكبر على تنفيذ الإصلاحات الأولى. ولقد قاما بعمل جدير حقا بالإعجاب، ولكنهما لم يوفقا في كل ما قاما به من أعمال. ثم هز رأسه بشعره المجعد جادا رافضا رفضا قاطعا لبعض ما قاما به؛ وبرزانة مصطنعة كأنه طالب يؤدي دور بولونيس في مسرحية هاملت في حفل نهاية الفترة الدراسية. ثم أردف قائلا: ولكنهما على أية حال قاما بعمل ما. في حين أننا نحكم اليوم بمجموعة من المحافظين الذين لا يفعلون شيئا ما. إنهم محافظون بدائيون لا يحركون ساكنا لإدخال الإصلاحات الحديثة. وهم كذلك محافظون في الصميم؛ فهم يرفضون أن يغيروا أية فكرة من الأفكار الثورية السيئة القديمة التي يجب أن تتغير. إنهم لا يصلحون الإصلاحات. والحق أقول لك: إن بعض ما كان يسمى بالإصلاحات يدعو حقا للاشمئزاز. - تقصد الإصلاحات المتعلقة بالجنس؟!
فأومأ موروجان برأسه والتفت ناحية أخرى؛ ولشد ما كانت دهشة ويل عندما لاحظ أن موروجان قد احمر خجلا.
وقال: اضرب لي مثلا.
ولكن موروجان عجز عن الإفصاح عما بنفسه.
وقال: اسأل الدكتور روبرت، واسأل فيجايا، إنهما يحسبان ذلك أمرا يدعو للإعجاب. بل الجميع هنا يرى هذا الرأي؛ ومن ثم فإن أحدا لا يحب التغيير. إنهم يريدون أن يبقى كل شيء كما كان، وبنفس الطريقة التي تدعو إلى الاشمئزاز، دائما وإلى الأبد.
وكرر العبارة بصوت رنان يدعو إلى الضيق قائلا: دائما وإلى الأبد.
ووثب موروجان من مقعده وصاح: أماه!
والتفت ويل فرأى عند الباب امرأة ضخمة متوردة مدثرة في لفائف من الموصلين الأبيض (وذلك في رأيه ينافي الانسجام الطبيعي؛ لأن مثل هذا الوجه وهذا الجسم يتلاءم معه عادة اللون البنفسجي الزاهي واللون الأحمر المشوب بالزرقة واللون الأزرق الكهربي). ووقفت مكانها وعلى فمها تلك الابتسامة التي توحي بإدراكها للغموض المحيط، وذراعها السمراء المترهلة مرفوعة وهي تضغط على جانب الباب وكأنها ممثلة عظيمة، أو المغنية الأولى التي يعترف لها الجميع وقد وقفت عند أول ظهورها لتتقبل تصفيق الاستحسان من المعجبين بها في الجانب الآخر من أضواء المسرح. كما ظهر في الخلف ينتظر في قلق إشارة البدء رجل مديد القامة يرتدي بدلة من الداكرون بني اللون. وقد حاول موروجان أن يتعرف إليه من خلال تلك الكتلة التي كادت أن تملأ المدخل - وهي أمه - ثم حياه باسم باهو.
وكان باهو ما يزال عند أحد جوانب المسرح ولكنه انحنى دون أن ينبس ببنت شفة.
ثم التفت موروجان مرة أخرى إلى أمه، وسألها: هل قدمت على قدميك؟ وكانت نغمته تنم عن عدم التصديق وعن قلقه المشوب بالإعجاب. لم يكن يتصور كيف تمشي إلى هذا المكان، فإن كانت قد فعلت فهي من الأبطال. ثم سألها أخيرا: وهل مشيت الطريق كله؟
Unknown page