عندما نزلنا أمام محطة المترو: ما كان يجب أن تقول له ذلك ؛ فربما كانت
ناديا
تقبل شابا آخر.
بحثنا عن بيت الطلبة الذي يقيم به
تادرس
ونحن نسير خافضي الرءوس منكمشين من البرد والثلج. كدت أنزلق مرتين. وجدنا البيت أخيرا. رحب بنا بحرارة. كان ممتلئا متوسط القامة ذا وجه عريض، أسمر البشرة في الأربعين من عمره. يدرس للدكتوراه في العلوم الزراعية. دخلنا حجرة نظيفة مرتبة ينفرد بها. دعكت أصابعي المتجمدة من البرد وقلت: نشرب فودكا. استخرج من الشباك جبنة بيضاء وسمكة وجبنا روميا مصريا. على الحائط صور جماهير روسية تحمل الراية الحمراء. وبجوارها ورقة عليها أبيات زجل مصري يتغنى بحب الوطن. تدلى من الحائط فوق سريره تمثال صغير للعذراء وعلقت عدة صور للمسيح والقديسين. ورأيت بجوار الفراش آلة عود. قال عندما رآنا نتطلع إلى الآلة في استغراب: أنا أحب الموسيقى من صغري، لكني من أسرة محافظة بالصعيد، وأراد لي أبي مستقبلا محترما، فصرت مهندسا ثم معيدا في الجامعة، والآن أعد للدكتوراه، لكن الهواية استمرت. شربنا أول كأس فتناول الآلة. قلت: نسمع الأول أوبريت «شهرزاد»
لسيد درويش
التي دعانا لسماعها. بدا عليه الاستياء، وقام وأدار شريط الترانزستور. دق الباب ودخلت فتاة روسية ممتلئة عادية الملامح. اضطربت عندما رأتنا. خلعت معطفها واحتفظت بغطاء الرأس وجلست. قالت إنها ستسافر غدا. رحب بها في أدب واحترام. قال لي إنها زوجة زميل له وإنها تعد رسالة دكتوراه. بادلت
هانز
الحديث. كانت تتكلم بسرعة ثم تشرد. رفضت أن تشرب. قال لي
Unknown page