لا يشاكل 1 فى علة التحريم أو التحليل كلها هي . فإن قال قائل بل كانت العلل موجبة للاحكام فى أعيانها ، ولم تكن محتاجة إلى تعبير بمشاهدة التوقيف لها ، إذ لم يكن جائزا أن يأتى الحكم بغير ما جاء به ، فإذا كانت العلل نفسها موجبة له ، فلا حاجة بنا إلى أن ننتظر مجيئه، قل له عليك سؤال فيمن أوجبها، فكف صارت موجبة على الله جل ثناؤه أن يحكم بشيء فلا يتعداه إلى حكم سواء، وهو خالق الأشياء ومدبرها، والكآمر والناهى فيها لا يأل عما يفعل، وهم يسثلون، ولا يمترض عليه فيما أمر إلا أن سؤالك عن ذلك يؤدى إلى شناعة عليك قبيحة ، وإلى معرة وفنيحة، ولسنا نحب بلوغ ذلك إذ فى دونه مندوحة ، على أن فيما عرضنا من ذكره ، بلاغا ما تركناه من وصفه ، نغبرناء عما كان فى أول شريعة نبينا حراما ، ثم صار بعد ذلك بالشريعة حلالا . وما كان حلالا فصار حراما . وعن الأشياء التي حرمت فى شرائع من تقدم من الأنبياء ، نم إحلت فى شريعتنا ، ما شأن عللها التي أوجبت الأحكام (691) بها6 ، أتغيرت فتغير الحكم لها . أم هى باقية والأحكام متغيرة ? فإن قال العلل متغيرة ، فلذلك تغيرت الأحكام ، سئل عن الخثر أصارت سكرة بعد أن لم تكن
Page 158