Ighwa Tavernake
إغواء تافرنيك
Genres
مال قليلا عبر الطاولة نحوها.
وقال بروية: «اسمعي، سأقدم لك اقتراحا. لقد خطر ببالي خلال الدقائق القليلة الماضية. لقد سئمت من النزل وأرغب في تركه. والعمل الذي أقوم به ليلا يزداد أهمية أكثر وأكثر. أود أن أستأجر غرفتين في مكان ما. إذا أخذت غرفة ثالثة، فهل تقبلين أن تطلقي على نفسك ما أطلقته عليك عندما حدثت الخادمة عنك البارحة ... أختي؟ سوف أتوقع منك أن تهتمي بطعامي وبملابسي وأن تساعديني في أمور أخرى.» وتابع: «لا أستطيع أن أعطيك راتبا كبيرا، لكن ستتوفر لديك فرصة أثناء النهار للبحث عن أي عمل، إذا كان هذا ما تريدينه، وسيكون لديك على الأقل سقف يظلك ووفرة من الطعام والشراب.»
نظرت إليه نظرة خاوية ذاهلة. كان من الواضح أن عرضه صادق ونزيه تماما.
واحتجت قائلة: «لكن يا سيد تافرنيك، لقد نسيت أنني لست أختك في الحقيقة.»
سألها دون أن يجفل: «وهل هذا مهم؟» وأضاف على نحو يوحي بارتباكه: «أعتقد أنك تفهمين نوع الشخص الذي أنا عليه. لن يكون لديك ما تخشينه من أي إعجاب من جانبي ... أو أي شيء من هذا القبيل. هذه الأشياء ليست جزءا من حياتي. أنا أطمح لأن أتقدم ، وأنجح وأصبح ثريا. أما غير ذلك من أمور فلا تخطر ببالي.»
لم تنبس ببنت شفة. وبعد وقفة قصيرة، استأنف حديثه. «إنني أقدم هذا العرض من أجلي بقدر ما هو من أجلك. أنا مثقف جدا وأعرف معظم ما يمكن معرفته في مهنتي. ولكن ثمة أشياء أخرى أجهلها. أعتقد أنك تستطيعين تعليمي بعض هذه الأشياء.»
جلست ونظرت إليه عدة لحظات وهي لا تزال عاجزة عن الكلام. في الخارج، كانت المحطة مكتظة الآن بحشود متسارعة في طريقهم إلى أعمالهم اليومية. وكانت المحركات تدوي، والأجراس تدق، ووقع الخطوات لا يتوقف. وفي الغرفة المظلمة السيئة التهوية نفسها كان صوت قرع الأواني الخزفية، وتثاؤب الشابات الساخطات من خلف منضدة البيع، شابات لا يزال شعرهن ملفوفا ببكرات الشعر، غير مستعدات بعد للقيام بجولاتهن الصغيرة داخل الغرفة لتلبية طلبات زبائنهن المسالمين الذين يترقبون مجيئهن. بدا وكأنه ركن غريب في الحياة. نظرت إلى رفيقها وأدركت أنها لا تعرف عنه سوى معلومات قليلة متناثرة. لم يكن هناك شيء يمكنها استنتاجه من وجهه. بدا أن وجهه خال من التعبيرات. كان ببساطة ينتظر ردها بينما أفكاره نصف منهمكة بالفعل في أعمال اليوم.
بدأت: «حقا، أنا ...»
عاد من شروده اللحظي ونظر إليها. وفجأة غيرت طريقة حديثها. ربما كان عرضا غريبا، ولكن هذا الرجل كان من أغرب الرجال.
قررت: «أنا على استعداد تام للتجربة. هلا تخبرينني أين يمكنني مقابلتك لاحقا؟»
Unknown page