166

أعطاه تافرنيك الاسم والعنوان ببساطة. وخرجا معا إلى الشارع.

قال الرجل وهو يغلق دفتره: «سأبلغ عن هذا الأمر. ربما سوف يأمر الرقيب بتفتيش المنزل مرة أخرى.» وأضاف: «إذا أخذت بنصيحتي يا سيدي، فلتعد إلى بيتك.»

كرر تافرنيك وكأنه يحدث نفسه مع الرجل، وهو لا يزال واقفا على الرصيف ومحدقا في النوافذ المظلمة: «رأيت كليهما يمران عبر ذلك الباب.»

ولم يرد الشرطي لكنه رحل. سرعان ما وصل إلى زاوية أديلفي تيريس واختفى. عبر تافرنيك الطريق ببطء ووجه ظهره إلى السياج ونظر بثبات إلى الواجهة المظلمة للمنازل الحجرية الرمادية. دقت ساعة بيج بن معلنة تمام الواحدة، ومر العديد من الأشخاص يمينا ويسارا. كان الرجال يخرجون من النادي ويفترقون طوال الليل، وخفت ضجيج المدينة. ومع ذلك، شعر تافرنيك بعدم الرغبة في التحرك. كانت النظرة التي اعتلت وجه ذلك الرجل الأبيض ذي العينين السوداوين تطارده، كانت هناك مأساة، وظل أشياء مروعة، ورعب، ورغبة مميتة في القتل! لقد عبر الرجلان من ذلك الباب؛ أحدهما هاربا والآخر مطاردا. أين هما الآن؟ ربما كان فخا. كان بريتشارد يتحدث بجدية شديدة عن أعدائه.

ثم، وبينما كان واقفا هناك، رأى لأول مرة خيطا رفيعا من الضوء من خلال الستائر المغلقة بإحكام لغرفة في الطابق الأرضي من المنزل المجاور. بدون تردد، عبر الطريق ودق الجرس. فتح الباب، بعد تأخير طفيف، رجل يرتدي ملابس عادية، ربما كان، مع ذلك، خادما لا يرتدي زيا رسميا. نظر إلى تافرنيك بريبة.

أوضح تافرنيك: «أنا آسف لأنني أزعجتك، لكنني رأيت شخصا ما يدخل المنزل المجاور لك، منذ مدة قصيرة. هل يمكن أن تخبرني ما إذا كنت قد سمعت أي ضوضاء أو أصوات خلال نصف الساعة الماضية؟»

هز الرجل رأسه.

وقال: «لم نسمع شيئا يا سيدي.»

سأل تافرنيك: «من يعيش هنا؟»

أجاب الرجل بوقاحة: «هل أتيت في الساعة الواحدة صباحا لتسألني مثل هذه الأسئلة السخيفة؟ الجميع هنا نائمون وأنا كنت على وشك أن آوي إلى فراشي.»

Unknown page