Hurub Dawlat Rasul

Sayyid Qimni d. 1443 AH
146

Hurub Dawlat Rasul

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Genres

وكانت أحد ابتلاء فرز واختبار وتمحيص للمؤمنين الصادقين، سواء من أخذهم الرعب فولوا هاربين من حول رسول الله حتى انكشف للمهاجمين، وهو

صلى الله عليه وسلم

يناديهم: أنا رسول الله، إلي يا فلان، إلي يا فلان، فلم يثبتوا وفروا عنه ليعتصموا بصخرة في أعلى الشعب، فأنبهم الوحي الكريم بقوله:

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم ... (آل عمران: 153).

هذا عمن فروا، ثم هناك ما جاء وحيا يحدث عمن ظنوا بالله ظن الجاهلية، وشكوا في صدق الرسول بل وفي الدعوة برمتها، ليرد عليهم قائلا:

وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور (آل عمران: 154).

ثم يتوجه الوحي نحو من قالوا: لو سمعوا نصحنا لهم بالتحصن في يثرب، وعدم الخروج إلى المشركين ما قتلوا، قائلا:

الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين (آل عمران: 168).

أما الذين تساءلوا كيف يهزمون والله معهم ورسوله؟ فقد جاءهم جواب الوحي مفحما يذكرهم أنهم وإن أصيبوا في أحد، فقد سبق وأصابوا في بدر، ويقول:

أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير (آل عمران: 165).

Unknown page