Hurub Dawlat Rasul

Sayyid Qimni d. 1443 AH
144

Hurub Dawlat Rasul

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Genres

51

وبعد أن امتنع المسلمون الذين بقوا مع نبيهم على الصخرة المنيعة - التي ما كان لأحد أن يصعد عليها إلا ويصاب برماح وسهام الممتنعين فوقها - ومعهم سيوفهم، لا مجال لأخذهم، تقدم أبو سفيان حتى اقترب من سفح الصخرة ثم نادى: «أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ ثلاثا، فنهاهم رسول الله

صلى الله عليه وسلم

أن يجيبوه.» وهكذا كانت حصافة القائد تملي على رجاله رغم الامتناع فوق الصخرة، أن يتركوا قريشا تتوهم قتله، حتى لا يحاولوا الكر عليهم مرة أخرى، كما سبق وأمر «كعب بن مالك» بعدم الإعلان عنه وأمره بالصمت، لكن «أبو سفيان» استمر ينادي «أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن أبي قحافة؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ أفي القوم ابن الخطاب؟ ثم أقبل على أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا وقد كفيتموهم. فما ملك عمر نفسه أن قال: كذبت والله يا عدو الله، إن الذين عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوءك».

52

فكان أن رد عليه «أبو سفيان» ومن معه ينادون شامتين متوعدين:

يوما بيوم بدر، إن موعدكم بدر للعام القابل. «فقال رسول الله لرجل من أصحابه: قل: نعم هو بيننا وبينكم موعد ... ثم بعث رسول الله علي بن أبي طالب فقال: اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل، فإنهم يريدون المدينة. والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزهم. قال علي: فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون؟ فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووجهوا إلى مكة.»

53

وهكذا، انتهت غزوة أحد بثأر قريش، الذي أعملت له حسابات دقيقة، وهم تجار أصحاب حسابات، يدققون فيما لهم وفيما عليهم، تحدوهم المصلحة والمكاسب في الأول وفي الآخر. فتؤكد كتب الأخبار أنهم قتلوا على التدقيق سبعين مسلما، بسبعين مشركا يوم بدر، وأسروا سبعين مسلما بسبعين مشركا يوم بدر، وهو ما يردفه المفسرون بالآية الكريمة:

أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا

Unknown page