ماذا تظنون بقوله تعالى: (أجرا كبيرا) إنه كبير من الله الكبير الغني الذي عنده خزائن كل شيء وما عنده باق لا يفنى.
وماذا تظنون بقوله (أجرا حسنا)؟ إنه الحسن الذي لا يساويه حسن وليس سواه حسن ولا يأتي إلا من الله المحسن البديع الغني الوسيع ومع ذلك فهذا الأجر الحسن يحيط بكم ويبقى نزلا معدا لمكثكم أبدا أبدا إلا أنه العطاء الذي لا يقدر عليه أحد أبدا إلا الله.
هذه مجرد مقارنة سريعة لتعرفوا أن سورة القدر ليس المراد بها الاهتمام بالليلة بل بما نزل فيها وليس المراد التماس الليلة ولكن التماس ما نزل فيها. ثم ولماذا ننتظر الليلة وهي لا تأتي إلا مرة في العام؟
وبين أيدينا ما احتوت عليه مستمر العطاء على الدوام.
ولماذا نحضر نفوسنا في ليلة وبين أيدينا بركات وخيرات تملأ الدهر كله ولماذا نقنع بليلة وأمامنا كل الأيام ولياليها لتكون كلها مباركة وتنزل فيها الملائكة ونبسم بالخير والسلام ويطلع فيها الفجر البسام الذي يجلو كل ظلام والجمال الذي يمحو كل قبح وآلام.
إن القرآن هو الباب لمن أراد ذلك العطاء المنهمر.
وهو السبيل لمن يروم ذلك النور المستمر، وهو الهادي إلى السلام والخير المنتشر والنمو الكامل والأمان الشامل.
إن عملا واحدا بهدى القرآن يساوي ألف عمل لسواه بل يفوق. وإن يوما واحدا في ظل العمل بالقرآن يساوي بل يفوق ألف شهر بل هو خير من ألفي شهر، ولتعلموا أن كلمة خير تعني وتشمل كل جوانب الجمال والكمال فكيف لو كان العمر كله؟ والزمن كله يمضى على هدى القرآن إذا لتضاعفت من الله البركات والخيرات والمنجزات والإبداعات ليصبح ما نناله في ليلة وضحاها يفوق ما نحلم به على مدى القرون مهما طال مداها ويصير ما ننجزه في يوم واحد حافل يفوق ما نحاوله في قرون بلا طائل، ذلك لأننا في ظل القرآن نمضي على هدى الله ونوره ونسعى بأعينه ووحيه وعونه لكنا مع الجهل والهوى نمضي في ظلمات بعضها فوق بعض (ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)
وكيف لا وهو علم من علم الله علام الغيوب؟ الذي لا يعزب عنه شيء في السماوات والأرض ولا يغيب ولا يعجزه شيء وهو على كل شيء قدير.
ولكي ندرك هذا المعنى الجميل في القرآن وهذا المقام الجليل للقرآن فإني أدعوكم إلى تلاوة بعض الآيات التي تتحدث عن القرآن فماذا ستجدون في هذا المشوار من البيان؟
Unknown page