كان الجميع في الغرفة على يقين حاسم وثقة شديدة بكل شيء يفعلونه. حتى عندما توقفوا لحظات لالتقاط أنفاسهم، كان ذلك لاجتذاب قدر هائل من القوة الخالصة واليقين الصرف.
الوحيدة التي لم تشاركهم هذا كانت سونيه؛ فلم تنطق ببنت شفة، لكنها اعتمدت على كوتر؛ كان هو يقينها. نهضت من جلستها لتقديم المزيد من الكاري، وتحدثت مرة واحدة أثناء إحدى فترات الصمت الغاضبة القصيرة. «يبدو أنه لا أحد يرغب في جوز الهند.»
فقالت السيدة الأكبر سنا: «يا إلهي! هل ستلعبين الآن يا سونيه دور المضيفة اللبقة، مثل إحدى شخصيات فيرجينيا وولف؟»
لذا، يبدو أن ثمة اعتراضا على فيرجينيا وولف أيضا. كانت هناك أمور كثيرة لم تفهمها كاث، لكنها على الأقل عرفت أن هذه الأشياء موجودة؛ مع أنها لم تكن مستعدة للتصريح بأنها هراء.
بيد أنها - مع ذلك - تمنت لو يأتيها المخاض في ذلك الوقت؛ فإذا ما اندفعت الآن وأغرقت الأرضية أمام الجميع بماء الولادة، فلعلهم يتوقفون عن العراك.
بعد انتهاء الأمسية، لم يبد على كنت الانزعاج بشأن ما حدث؛ وكان من أسباب ذلك اعتقاده بأنه قد انتصر عليهم؛ إذ قال لكاث: «جميعهم مناصرون لليسار، ولا بد أن يكون ذلك هو أسلوبهم في الحديث؛ فهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله.»
تمنت كاث من كل قلبها عدم التحدث عن السياسة مجددا، فغيرت الموضوع . قالت له إن الزوجين الأكبر سنا عاشا مع سونيه وكوتر في المنزل الشيوعي، وإنه كان هناك زوجان آخران معهما لكنهما كانا قد غادرا المنزل في ذلك الوقت. وكان هناك تبادل منظم بين الأفراد في المعاشرة الجنسية؛ وذات مرة، اتخذ الرجل العجوز عشيقة من خارج المنزل، بينما خضعت زوجه لهذا التبادل أيضا.
فسألها كنت: «أتعنين أن هناك من الشباب من يرضى بمعاشرة تلك المرأة العجوز؟ إنها في الخمسين من عمرها!»
فأجابته كاث: «كوتر يبلغ ثمانية وثلاثين عاما.»
قال كنت: «وليكن. هذا مثير للاشمئزاز.»
Unknown page