فقال لها: «كان بوسعي أن أفعل ذلك.»
فقالت إنيد: «ليست لدي أي مشكلة في تغيير مصابيح الإضاءة أو الصمامات الكهربائية أو دق المسامير؛ فقد مرت فترة طويلة على حياتي مع والدتي في المنزل دون أي رجل معنا.» كانت إنيد تحاول ممازحته بود، لكنها لم تنجح في ذلك.
ففي نهاية الحوار، كان روبرت يسأل عن حال زوجته، وإنيد ترد عليه بأن ضغط الدم منخفض قليلا، أو أنها قد تناولت طعامها وتركت بعضا من بيض الأومليت للعشاء، أو أن أكياس الثلج ساعدت في التخفيف من الحكة بجلدها وتحسن نومها. وفي تلك المرة، قال لها روبرت إنه يجدر به عدم الدخول إليها إن كانت نائمة.
فأثنته إنيد عن ذلك، موضحة له أن رؤية الزوج تنفع أي امرأة أكثر من الغفو قليلا، وأخذت الطفلتين إلى غرفتهما لتمنح الرجل وزوجته بعض الخصوصية، لكن روبرت لم يبق معها في أي مرة أكثر من بضع دقائق قليلة. وعند عودة إنيد إلى الطابق السفلي ودخولها الغرفة الأمامية - التي صارت الآن غرفة المريضة - لتجهيز المريضة للنوم في المساء، وجدت السيدة كوين مستلقية على السرير وقد أسندت ظهرها على الوسائد، وقد بدا عليها الانفعال وإن لم تكن مستاءة.
قالت لها السيدة كوين: «لم يطل بقاؤه، أليس كذلك؟ إنه يضحكني. هاهاها، كيف حالك؟ هاهاها، سأرحل. لعله يسأل نفسه: لماذا لا نخرجها من المنزل ونلقيها بين روث الحيوانات؟ لماذا لا نتخلص منها بالخارج كالقطة النافقة؟ أليس كذلك؟»
أجابتها إنيد وهي تحضر وعاء المياه والمناشف والكحول الطبي وبودرة الأطفال: «لا أظن ذلك.»
ردت السيدة كوين بشيء من القسوة: «لا أظن ذلك»، ثم استسلمت سريعا لخلع إنيد رداء النوم الخاص بها عنها، وإبعاد شعرها عن وجهها، ووضع المنشفة تحت فخذيها. اعتادت إنيد احتجاج الناس عند تعرية أجسادهم، حتى عندما يكونون طاعنين في السن أو يعانون من مرض شديد، ولزم عليها أحيانا مضايقتهم ليعودوا إلى رشدهم؛ فتقول للمريضة: «هل تعتقدين أنني لم أر عورة أحد من قبل؟ لقد رأيت الكثير، وصار الأمر مملا للغاية بعد فترة؛ فنحن إما رجال أو نساء.» لكن السيدة كوين لم تتسم بالحياء؛ إذ كانت تباعد بين ساقيها وترفع جسمها قليلا لتسهل الأمر على إنيد. اتسمت بنية جسمها العظمية بصغرها ورقتها، والتي صار شكلها غريبا الآن في ظل تورم بطنها وأطرافها، وانكماش ثدييها ليصيرا كالكيسين الضئيلين بحلمتين جافتين مثل حبات العنب المجفف.
قالت السيدة كوين: «جسد متورم كالخنازير، فيما عدا ثديي اللذين كانا دوما بلا قيمة. لم أتمتع يوما بثديين كبيرين مثلك. ألم تملي من رؤيتي؟ ألن يسعدك موتي؟»
فأجابتها إنيد: «إذا كان هذا هو شعوري، فما كنت لأوجد هنا الآن.»
قالت السيدة كوين: «فلتذهب إلى الجحيم. هذا ما ستقولونه جميعا. فلتذهب إلى الجحيم. لم تعد لي أي فائدة لروبرت الآن، أليس كذلك؟ لم تعد لي أي فائدة لأي رجل. إنه يخرج من هنا كل ليلة ويذهب لاصطياد النساء، أليس كذلك؟» «إنه يذهب إلى منزل أخته، على حد علمي.» «على حد علمك؛ لكنك لا تعلمين الكثير.»
Unknown page