فقالت كارين: «يا إلهي! هل يمكنني الاحتفاظ به لارتدائه حين أتزوج؟»
لكنها لم تكن تعني هذا؛ فهي لم تفكر قط في الزواج، بل قالت ذلك كي تسعد آن بعد كل المجهود الذي بذلته، وحتى تخفي خجلها الذي ظهر عليها حين نظرت في المرآة.
فردت آن: «حينها ستكون هناك صيحات جديدة؛ فهذا الثوب ليس مناسبا هذه الأيام.»
أشاحت كارين بصرها عن المرآة، ثم أعادت النظر مرة أخرى بعد أن هيأت نفسها. رأت أمام عينيها قديسة؛ الشعر اللامع، البراعم الشاحبة، ظلال الدانتيل الخافتة على وجنتيها، الصدق في إتقان الدور، الجمال المدرك لذاته على نحو يؤكد أنه عرضة لشيء ما حتمي، لشيء سخيف. حاولت أن ترسم تعبيرا آخر على وجهها يغير ذلك الانطباع لكنها لم تفلح؛ وكأن العروس - الفتاة وليدة المرآة - هي صاحبة القرار الآن.
قالت آن: «أتساءل عما سيقول ديريك الآن إذا ما رآك، بل وأتساءل إن كان سيعرف أن هذا هو ثوب زفافي؟» رمشت عيناها في خجلها المضطرب المعهود، ووقفت بالقرب من كارين لإزالة البراعم وفك الدبابيس، فشمت كارين رائحة صابون من تحت إبطيها، ورائحة ثوم في أصابعها.
قالت كارين - بنبرة جهورية مقلدة صوت ديريك - بينما تفك آن عنها الطرحة: «سيقول: أي ثوب أحمق هذا؟»
تناهى إلى مسامعهما صوت السيارة قادمة عبر الوادي؛ فقالت آن: «ذكرناه، فألقت به الريح.» الآن صارت في عجلة من أمرها لتفك مشابك الثوب، فأخذت أصابعها تتعثر وترتجف. وحين حاولت خلع الثوب من رأس كارين، علق بشيء ما.
فقالت آن: «اللعنة!»
قالت كارين وهي ملتحفة بالثوب عالقة به: «اذهبي أنت، ودعيني أكمل. أستطيع خلعه.»
وحين خلعته، رأت ملامح آن متغيرة في حزن.
Unknown page